متلازمة تيتز

متلازمة تيتز أو ما تُعرف بمتلازمة التقاطع الغضروفي أو اعتلال الغضروف المحدب هي مرض عضلي هيكلي نادر الحدوث ولا يُعدّ حالة خطيرة لكنها جدًا مؤلمة لبعض الحالات.

يبدأ هذا المرض العضلي بتضخم الغضروف حول المفاصل التي تربط أضلاع القفص الصدري العلوية بعظم الصدر، وعادةً يكون هذا التضخم بين الضلوع الثانية والثلاثة في أغلب الحالات.

تجدر الإشارة إلى أن متلازمة تيتز (Tietze syndrome) تختلف عن متلازمة تيتز (Tietz syndrome)، فكليهما باللغة العربية لهما نفس المُسمى، لكن باللغة الإنجليزية ينقص الحرف الأخير، إذ متلازمة تينز (Tietz syndrome) هذه تُعدّ مرض خلقي يتمثل بفقدان السمع وامتلاك بشرة وشعر فاتحان اللون، لذا وجب التنويه وطرح السؤال على الطبيب عند تصنيف المرض.

تتمثل أبرز أعراض متلازمة تيتز بكل مما يأتي:

1. الألم

عادةً يُصاب المريض بألم في المنطقة المُصابة بين كل حين وآخر، إذ يبدأ الوجع فجأة وبعده عدة ساعات أو أيام يختفي تمامًا ليعود مرة أخرى بعد أسبوع أو شهر أو أي مدة، فلا يُمكن تحديد المدة طبيًا.

في حالات أخرى قد يكون الألم تدريجيًا أي أنه يبدأ ويستمر إلى حين تلقي العلاج، الألم قد يمتد عند بعض المُصابين من مكان الإصابة إلى الرقبة والذراعين والكفين، ويمكن أن يكون خفيفًا أو شديدًا.

هنالك مجموعة من العوامل يُمكن لها ان تُحفز ألم هذه المتلازمة، ومن أبرزها الآتي:

• السعال.
• ممارسة أي نشاط رياضي أو بدني، وإن كان بسيط.
• معانقة شخص ما، حيث أن الضغط يزيد من الألم.
• الاستلقاء على الصدر.
• التنفس بعمق.
• تلقي ضربة على الصدر وإن كانت خفيفة.
• الانثناء لمدة زمنية طويلة نسبيًا.
• الضحك.
• حمل الأدوات الثقيلة.
• البكاء بشدة.
• ارتداء حزام الأمان.

2. التورم

يظهر هذا التورم بشكل انتفاخ في المنطقة المُصابة بارتفاع أعلى من المناطق المجاورة، وفي حال تورم الصدر كاملًا فإن الصدر سيرتفع وسيُلاحظ المُصاب أن هناك تغيرًا في جسمه.

قد يُصاحب التورم ظهور كدمات بلون الأزرق أو الحمر على منطقة الصدر.

3. أعراض أخرى

تمثلت أعراض متلازمة تيتز الأخرى بكل مما يأتي:

• الغثيان.
• التعرق.
• ضيق التنفس.
• احمرار المنطقة المُصابة وزيادة درجة حرارتها.

السبب الرئيس من وراء متلازمة تيتز غير معروف بشكل دقيق، لكن الباحثين يعتقدون أن الأسباب الآتية هي ما وراء هذا النوع من الأمراض:

1. التعرض للصدمات المتكررة

يُمكن للصدمات المتكررة وإن كانت بسيطة أن تُحفز الإصابة بمتلاومة تيتز، وهذا الأمر يكثر عند البلوغ نتيجة تراكم الإصابات منذ الطفولة.

2. الالتهابات التنفسية المتكررة

التهابات الجهاز التنفسي المتكررة قد تؤدي إلى متلازمة تيتز، حيث أن السعال ووجود السوائل المخاطية وكذلك الانسداد المتكررة في الجهاز التنفسي جميعها عوامل تُساهم في زيادة احتمالية الإصابة بهذا المرض.

3. الإجهاد

الإجهاد الناتج من ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة اليومية المعتادة، مثل: تنظيف المنزل أو تنظيف السجاد جميعها عوامل قد تحفز الإصابة بمتلازمة تيتز.

4. الخضوع لجراحة في الصدر سابقة

وُجد أن خضوع الصدر لجراحة لسبب طبي ما قد يزيد من احتمالية الإصابة بمتلازمة تيتز، يوجد العديد من العوامل التي قد تزيد احتمالية الإصابة بالمرض، وأبرز هذه العوامل الآتي:

• العمر: إذ تزداد هذه المتلازمة بين الأشخاص التي تنحصر أعمارهم من 15 - 40 عامًا، ونادرًا ما تُصيب هذه المتلازمة الرضع والأطفال.
• الوراثة: وُجد أن للوراثة دور في عدم قدرة تحمل الأضلاع العوامل الخارجية والمرضية مؤديًا ذلك إلى الإصابة بمتلازمة تيتز.

تمثلت أبرز مضاعفات متلازمة تيتز في كل مما يأتي:

1. النوبة القلبية

هذا النوع من المضاعفات يحدث في حال كانت متلازمة تيتز المنتشرة بكافة أضلع القفص الصدري، حيث إن كانت محصورة في منطقة مُحددة فإن هذا المُضاعف لا يظهر غالبًا.

النوبة القلبية تؤدي إلى مشكلات صحية عديدة بعضها قد ينتهي بالوفاة، لذا يجب عند ملاحظة الاعراض سابقة الذكر مراجعة الطبيب على الفور دون تردد.

2. مضاعفات أخرى

تمثلت أبرز المضاعفات الأخرى في كل مما يأتي:

• الغثيان والقيء.
• السعال الشديد.
• سهولة التعرض للالتهابات الصدرية.

أحيانًا يصعب تشخيص متلازمة تيتز كون أعراضها جدًا متشابهة مع أعراض النوبة القلبية وأعراض التهاب المفاصل الروماتيزمية والتهاب الغضروف العضلي، لذا فالتشخيص سيكون أصعب، وخاصةً أنه لا يوجد أي فحص مخبري يدل على وجود هذا النوع من المتلازمات في الجسم.

إذًا كيف يتم التشخيص؟ التشخيص يتم بشكل عكسي، أي أنه من خلال الأعراض يتم استبعاد الأمراض السابقة لتبقى في النهاية المتلازمة.

يتم استبعاد الأمراض المُشابهة بأعراض متلازمة تيتز بطرق التشخيص الآتية:

• الفحص بالأشعة السينية (X-rays).
• الفحص بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound).
• الفحص بالرنين المغناطيسي (Magnetic Resonance Imaging (MRI)).
• أخذ الخزعة (Biopsy)
• فحص مخطط كهربية القلب (Electrocardiogram).

تتمثل طرق علاج متلازمة تيتز بكل مما يأتي:

1. الاكتفاء بالمراقبة

في حال كانت أعراض المتلازمة خفيفة ولا تُعيق الحياة العامة للمُصاب، فإن الحل العلاجي يكون بالاكتفاء بالمتابعة والمراقبة، إذ يخضع المُصاب لفحص طبيب بدني بين كل فترة وأخرى.

2. علاج الأعراض

يتم علاج الأعراض الناتجة من المتلازمة بتناول مجموعة من الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، ومن أبرز هذه الأدوية كل مما يأتي:

• الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs)، مثل: 
  • الإيبوبروفين (Ibuprofen).
  • النابروكسين (Naproxen).
  • والأسبرين (Aspirin).
• حقن كورتيكوستيرويد (Corticosteroid injections)، وهي إبر تُحقن مباشرة في منطقة الضلع المُصاب لتقليل الألم والتورم في حال كانا شديدين جدًا.

3. العلاج الجراحي

في حال تفاقم الأعراض وعدم القدرة على السيطرة عليها فإن الأمر قد يحتاج إلى الجراحة، والتي تُعدّ خيار نادر جدًا لمثل تلك المتلازمة.

الإجراء الجراحي لمتلازمة تيتز مبدأه قائم على أساس استئصال الغضاريف المُسببة للألم وكذلك الأنسجة المنتفخة.

هذا العلاج له العديد من الآثار السلبية كون الألم الذي كان عرض للمتلازمة قد يزداد من وراء هذا الإجراء، وخاصةً إن كانت كمية الأنسجة والغضاريف المستأصلة كبيرة.

بما أن السبب الرئيس لمتلازمة تيتز غير معروف فمن الصعب تحديد طرق وقاية دقيقة، إلا أنه يُمكن اتباع الطرق الآتية والتي بالرغم أنها غير مؤكدة في تقليل احتمالية الإصابة بمتلازمة تيتز إلا أنه فعالة للصحة عمومًا:

• تجنب تعريض منطقة الصدر للصدمات قدر المُستطاع، ومحاولة صد أي صدمة بكفتين اليد وإبعاد الصدر عنها.
• علاج الالتهابات الرئوية مباشرةً، وعدم تركها لتسوء الحالة وينتشر الملوث بشكلٍ كبير في الجهاز التنفسي.
• الإقلاع عن التدخين، وذلك لأن التدخين يُخلل غالبًا معظم مكونات القفص الصدري.
• الابتعاد عن ممارسة النشاطات البدنية الشديدة، وخاصةً في حال ظهور ألم في الصدر عند البدء فيها.
• تجنب استنشاق مواد التنظيف، ووضع الكمامات عند الحاجة لاستخدامها، فمفعولها السلبي مُشابه تمامًا للتدخين.

علاج متلازمة تيتز البديل لا يعني الاستغناء عن العلاجات الطبية الموصوفة، وإنما تطبيقها مع بعضها البعض، تمثلت أبرز العلاجات البديلة لمتلازمة تيتز بكل مما يأتي:

• وضع الكمادات الساخنة أو الباردة على منطقة الصدر المُصابة، وهنا يُفضل اختيار نوع واحد من الكمدات أما البارد أو الساخن وعدم التبديل بينهما لأن ذلك قد يزيد الأمر سوءًا.
• أخذ قسط من الراحة والابتعاد عن الأنشطة الشديدة.
• النوم بعدد ساعات كافي أي بما يُقارب 8 ساعات يوميًا.