حمى مجهولة المنشأ
Fever of Unknown Origin
حمى مجهولة المنشأ هي كما اسمها تعني ارتفاع لدرجة حرارة الجسم لما يزيد عن 38.3 درجة مئوية دون معرفة السبب وراء هذا الارتفاع، وغالبًا تكون هذه الحمى روتينية أي أنها تأتي بين حين وآخر وتستمر لمدة لا تقل عن 3 أسابيع.
على الرغم من التقدم الواسع في التشخيص، إلا أن ما يصل إلى 51% من حالات حمى مجهولة المنشأ لا تزال غير مشخصة، إذ تُعدّ هذه الحالة أحد أكثر التشخيصات صعوبة في مجال الطب.
أنواع الحمى مجهولة المنشأ
يوجد عدة أنواع من هذه الحمى ستُذكر بالتفصيل في ما يأتي:
1. الحمى الكلاسيكية (Classic FUO)
الحمى من نوع الكلاسيكي تؤثر على الأشخاص الأصحاء طبيًا أي الذين لا يُعانون من مشكلات صحية معروفة وتستمر درجة الحرارة بالارتفاع لمدة 3 أسابيع وأكثر.
بعد تشخيص الحالة فإن المعظم يكونون يُعانون من عدوى أو أحد الأورام، مثل: سرطان الدم، كما قد يكون الاضطراب ناتج عن أمراض النسيج الضام.
2. حمى المستشفى (Nosocomial FUO)
حمى المستشفى هي حمى تُصيب بعض الأفراد الموجودين بالمستشفى لعلاج حالة صحية ما لا تختص بارتفاع درجة الحرارة، لكنهم بعد فترة يُصبحون يُعانون من ارتفاع درجة حرارة الجسم غير المبررة، وأكثر الحالات تكون هذه الحمى ناتجة عن أحد الآتي:
- التهاب الأمعاء والقولون.
- التهاب الجيوب الأنفية.
- الانسداد الرئوي.
- تجلط الأوردة العميقة.
3. حمى قلة العدلات (Neutropenic FUO)
هذه النوع من الحمى ينتج من ضعف الجهاز المناعي نتيجة العلاج الكيميائي مثلًا، مما يؤدي الأمر إلى تأثر المريض بالمزيد من العدوى المُسببة لارتفاع درجة حرارة الجسم.
4. الحمى المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشري (HIV-related FUO)
بالرغم من صعوبة مرض الإيدز إلا أن تشخيص الحمى مجهولة المنشأ تُعدّ الأسهل، فبمجرد إجراء فحص للمريض والتأكد من أنه يُعاني من مرض الإيدز فإن سبب الحمى يُصبح واضح ولا داعي للبحث عن العديد من الأسباب.
أعراض حمى مجهولة المنشأ
العرض الرئيس للحمى مجهولة المنشأ هو ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 38.3 درجة مئوية لمدة تزداد عن 3 أسابيع بأوقات متكررة.
غالبًا لا يترافق مع هذا العرض المزيد من الأعراض الأخرى وهذا ما يُؤدي إلى إجراء العديد من الفحوصات لمعرفة أسبابها، لكن في حين مرافقة ارتفاع درجة حرارة الجسم المزيد من الأعراض فهذا أمر جيد، فقد يحصر الطبيب الأسباب المؤدية إلى ذلك ويشخص المرض بسهولة، وأبرز هذه الأعراض الآتي:
- التعرق.
- قشعريرة.
- مغص في البطن.
- كدمات في الجسم.
- انتفاخ في أحد أعضاء الجسم.
- كحة.
- صداع.
- آلام في الجسم أو المفاصل.
- ضعف.
- التهاب الحلق.
- تعب.
- سعال.
- حرقة في البول.
- صعوبة التبول.
- ألم في أسفل البطن.
- احتقان الجيوب الانفية.
- سيلان أنفي.
وفي كلا الحالتين ظهرت الاعراض الأخرى أو لم تظهر يجب إخبار الطبيب بذلك.
أسباب وعوامل خطر حمى مجهولة المنشأ
أسباب الإصابة بالحمى مجهولة المنشأ جدًا عديدة، لذا قام الأطباء لتقسيمها إلى 4 أقسام رئيسة يندرج تحت كل قسم عدة أمراض كما الآتي:
1. أسباب الحمى مجهولة المنشأ الناتجة من التهابات غير معدية
تمثلت هذه الأسباب بالإصابة بكل مما يأتي:
- التهاب الشرايين الصدغية.
- التهاب المفاصل الروماتيدي عند الأطفال.
- الحمى القلاعية.
- الذئبة الحمامية الجهازية.
- التهاب المفاصل الروماتيدي.
- النقرس.
- التهاب البلعوم.
- متلازمة القرحة القلاعية.
- التهاب العقد اللمفية الناخر النسيجي.
2. أسباب الحمى مجهولة المنشأ الناتجة من أمراض معدية
تمثلت هذه الأسباب بالإصابة بكل مما يأتي:
- السل.
- حمى كيو.
- داء البروسيلات.
- عدوى فيروس نقص المناعة البشرية.
- خراج البطن.
- مرض خدش القطة (CSD).
- عدوى فيروس إبشتاين بار (EBV).
- عدوى الفيروس المضخم للخلايا (CMV).
- التيفوئيد.
- داء المقوسات.
- التهاب الشغاف الجرثومي تحت الحاد (SBE)
- التهاب الجيوب الأنفية المزمن.
- التهاب الخشاء.
- التهاب البروستات المزمن.
- التهاب القرص.
- التهابات الأوعية الدموية.
- مرض ويبل.
- داء النوسجات.
- داء البريميات.
- داء الليشمانيات الحشوي.
- داء كاسلمان متعدد المراكز (MCD).
- التهاب المرارة.
- الورم الحبيبي اللمفاوي (LGV).
- حمى القوارض الانتكاسية.
- حمى الفئران.
- الحمى الانتكاسية المنقولة بالقمل
3. أسباب الحمى مجهولة المنشأ الناتجة من الأورام
تمثلت هذه الأسباب بالإصابة بكل مما يأتي:
- سرطان الغدد الليمفاوية.
- سرطان الخلايا الكلوية.
- اضطراب التكاثر النقوي.
- ابيضاض الدم النقوي الحاد.
- المايلوما المتعددة.
- سرطان الثدي.
- سرطان الكبد.
- سرطان البنكرياس.
- سرطان القولون.
- الورم المخاطي الأذيني.
4. أسباب الحمى مجهولة المنشأ الناتجة من أسباب أخرى
تمثلت هذه الأسباب بالإصابة بكل مما يأتي:
- تليف الكبد بسبب السموم الداخلية.
- حمى المخدرات.
- أمراض الغدة الدرقية.
- أمراض الصمات الرئوية.
- متلازمة المهاد.
- قلة العدلات الحلقية.
- حمى مفتعلة.
- تناول بعض أنواع الأدوية.
مضاعفات حمى مجهولة المنشأ
المضاعفات لا يُمكن تحديدها إلا بعد معرفة تشخيص المرض المُسبب للحمى مجهولة المنشأ، وفي حال اكتشاف المرض فإنه يُمكن البحث عن المرض بموقع ويب طب لمعرفة مضاعفاته.
الجدير بالذكر أنه في حال عدم القدرة على تشخيص سبب الحمى مجهولة المصدر بالرغم من إجراء جميع الفحوصات فإن المضاعفات غالبًا لا تحدث، فلم يتم الإبلاغ عن أي مضاعفات منها.
تشخيص حمى مجهولة المنشأ
تشخيص هذه الحالة جدًا صعب، وذلك لأن أكثر من 200 اضطراب في الجسم قادر على التسبب بهذه الحالة، وهذا ما يجعل الأطباء يطلبون العديد والعديد من الفحوصات الطبية لمعرفة الحالة مما يجعل الأمر غير اقتصادي قطعًا للمريض.
يتم تشخيص الحمى مجهولة المنشأ من خلال عدة فحوصات متسلسلة تمثلت في الآتي:
1. الفحص البدني
يتم الفحص البدني من خلال قياس الطبيب لدرجة حرارة الجسم، والتأكد من سلامة بعض الأعضاء قدر المُستطاع، وبعد ذلك يقوم بطرح العديد من الأسئلة على المريض، وهي:
- هل يوجد أمراض تُعاني منها؟
- كم مرة تكررت هذه الحالة معك؟
- هل درجة الحرارة كانت قريبة دائمًا من 38.3 درجة مئوية؟
بعد التعرف على إجابات هذه الأسئلة يقوم الطبيب بالتوصية على إجراء المزيد من الفحوصات.
2. فحص تعداد الدم الشامل (CBC)
يهدف هذا الفحص لمعرفة حالة مكونات الدم جميعها، فأي اختلال بتعداد أحدها قد يحصر أمر الأسباب في قائمة مُحدد.
لا يتطلب الأمر في هذا الفحص إلا عينة دم من الوريد، والنتيجة تظهر بأقل من 15 دقيقة.
3. فحص البول الشامل
يشمل فحص البول الفحص الروتيني للبول من خلال شريط الفحص الخاص به والفحص تحت المجهر، ثم زراعة البول على الأغار لمعرفة نوع العدوى في حال الشك بذلك.
4. فحوصات أخرى
يتم أيضًا إجراء الفحوصات الآتية:
- فحص معدل ترسيب كرات الدم الحمراء (ESR).
- فحص نازعة هيدروجين اللاكتات (LDH).
- فحص فوسفوكيناز الكرياتينين (ANA).
- اختبار الجلد (Tuberculin).
- اختبار مقايسة إطلاق (Interferon-gamma).
- الفحص بالأشعة المقطعية للصدر.
- تخطيط صدى القلب.
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (FDG-PET).
- التصوير المقطعي المحوسب.
- فحوصات لخزعات العقد الليمفاوية والكبد ونخاع العظام والعقدة البربخية والشريان الصدغي.
- فحص البروتين التفاعلي (CRP).
- الفحص بالمنظار للجهاز الهضمي العلوي والسفلي.
- فحص الأجسام المضادة للنواة (ANA).
- فحص عامل الروماتويد (RA).
- فحص الأجسام المضادة (IgM) للفيروس المضخم للخلايا.
- فحوصات الكشف عن الفيروسات في الدم.
- اختبار الأجسام المضادة غير المتجانسة.
- اختبار التوبركولين الجلدي.
- فحص زراعة الدم.
- اختبار فيروس نقص المناعة البشرية.
علاج حمى مجهولة المنشأ
بما أن أسباب حمى مجهولة المنشأ جدًا عديدة، فإن العلاج سيكون وفقًا للتشخيص والسبب المرضي لها. في ما يأتي سيتم ذكر بعض العلاجات لبعض الأمراض، ولا يُمكن ذكر العلاجات لكافة الأمراض، فذلك أمر جدًا صعب:
- العلاج بالستيرويدات (Steroid) لمرض التهاب الشرايين الخلوي وألم العضلات الروماتيزمي.
- الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs) لبعض أنواع الالتهابات.
يُمكن أيضًا أن يكون العلاج بالتوقف عن تناول بعض الأدوية فقط تكون هي السبب وراء الحمى مجهولة المنشأ.
الوقاية من حمى مجهولة المنشأ
يُمكن أن تكون طرق الوقاية من حمى مجهولة المنشأ هي الحفاظ على الصحة عمومًا من كافة الأمراض، وهذا قد يتم من خلال اتباع الإرشادات الآتية:
- تناول الأطعمة الصحية الغنية بمضادات الأكسدة والأحماض الدهنية المفيدة.
- شرب المزيد من الماء بما لا يقل عن 8 أكواب يوميًا.
- ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة يوميًا، وحتى إن اقتصر الأمر على رياضة المشي.
- الإقلاع عن التدخين والأرجيلة والكحول والمخدرات.
- النوم يوميًا بعدد ساعات كافي يتراوح بين 7 - 8 ساعات للبالغين.
- الابتعاد عن الضغوطات النفسية قدر المُستطاع، فهذا النوع من الضغوطات كفيل بإحداث العديد من الأمراض الخطيرة.