التهاب الدماغ الياباني
Japanese Encephalitis
التهاب الدماغ الياباني هو التهاب جدًا منتشر في قارة آسيا على وجه التحديد، وهو يحدث نتيجة الإصابة بفيروس يُسمى فيروس التهاب الدماغ الياباني (Japanese encephalitis virus (JEV)).
يتنقل فيروس التهاب الدماغ الياباني إلى الإنسان عن طريق بعوضة الكيولكس، وهذه البعوض تنقله من الخيول والخنازير المُصابة بالمرض.
قد يتم التساؤل عن مصدر الفيروس الرئيس؟ مصدر الفيروس الرئيس يُعتقد أنه من الطيور البرية فهي المضيفة له، وعندما تمتص البعوضة من تلك الطيور المُصابة القليل من الدم فإنها تُصبح ناقل للفيروس.
الجدير بالذكر أن هذا النوع من الفيروسات لا ينتقل من شخص لآخر إلا بواسطة ناقل وهو البعوض من النوع سابق الذكر.
أعراض التهاب الدماغ الياباني
تظهر الأعراض على أقل من 1% من المصابين بالتهاب الدماغ الياباني، وفي حل ظهورها فإنها تظهر بعد 5 - 15 يوم من الإصابة بالعدوى، لتكون كما الآتي:
1. أعراض التهاب الدماغ الياباني الخاصة بالبدن
- غثيان وتقيؤ.
- صداع.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- تصلب الرقبة.
- الشلل التشنجي.
- الارتعاش.
- ضعف العضلات.
2. أعراض التهاب الدماغ الياباني الخاصة بالدماغ
في بعض الحالات قد يظهر على المُصاب تغيرات في قدراته العقلية، وتشمل هذه التغيرات الآتي:
- ذهول.
- ارتباك.
- عدم القدرة على الكلام.
- اختلال في القدرة السمعية
- عدم التركيز.
أسباب وعوامل خطر التهاب الدماغ الياباني
السبب الرئيس وراء الإصابة بالتهاب الدماغ الياباني هو التعرض لفيروس التهاب الدماغ الياباني المنقول عبر البعوض فقط، ولا يوجد أسباب أخرى للمرض.
في ما يأتي سيتم ذكر مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بهذا المرض:
1. مكان السكن
مكان السكن هو عامل أساسي في زيادة خطر الإصابة بالمرض، إذ أن الفئات الآتية هم أكثر عرضة للمرض:
- الأشخاص الذين يقنطون في المناطق الريفية.
- مربي الخنازير.
- العاملين في حقول الأرز.
2. العمر
غالبًا التهاب الدماغ الياباني لا يُصيب البالغين ويكثر عند الأطفال، وذلك لأن البالغين في المناطق المنتشر فيها هذا المرض أصبحوا محصنين منه ولديهم مناعة.
3. مناعة الجسم
مناعة الجسم تؤثر جدًا على القدرة في مقاومة الأمراض، فإن كانت مناعة الجسم قوية فإمكان الشخص التخلص من الفيروس دون أن يشعر بأعراض، ودون أن تحدث لديه مضاعفات.
لكن في حال كان الشخص ذو مناعة ضعيفة، فذلك يعني زيادة احتمالية إصابته بفيروس التهاب الدماغ الياباني، والعديد من الفيروسات الأخرى.
مضاعفات التهاب الدماغ الياباني
قد يُسبب التهاب الدماغ الياباني بعض المضاعفات لقليل من المصابين به، وتمثلت هذه المضاعفات في الآتي:
1. فقدان السمع
فقدان السمع للأسف قد يحدث لمدى الحياة نتيجة الإصابة بالتهاب الدماغ الياباني، ولا يكون عابر.
2. عدم القدرة على السيطرة على المشاعر
عدم القدرة على السيطرة على المشاعر تعني أن المُصاب حتى بعد علاجه من الفيروس قد لا يستطيع الحد من مشاعره الزائدة، فقد يبكي على أبسط الأمور دون أي مبرر في ذلك، كما أنه قد يُحب شخص إلى حد كبير ولا يستطيع إخفاء ذلك.
هذه المضاعفات نتجت من اضطرابات حدثت في الدماغ أثناء الإصابة بفيروس التهاب الدماغ الياباني.
3. ضعف جانب واحد في الجسم
يُقصد بضعف جانب واحد في الجسم أن المُصاب لا يُمكنه تنفيذ حركات إرادية في جهة من جسده كما السابق، ولا يُمكن تحديد إن كانت هذه الجهة اليسار أو اليمين، فكلاهما معرض للإصابة.
4. الوفاة
من أكثر المضاعفات خطورة نتيجة الإصابة بالتهاب الدماغ الياباني هو الوفاة، حيث وجدت منظمة الصحة العالمية أن نسبة 30% من الأشخاص الذين تظهر الأعراض يصل الأمر بهم للوفاة.
يُقدر الباحثون أن عدد الوفيات الناتجة عن هذا النوع من التهابات الدماغ بين 13600 إلى 20400 سنويًا.
تجدر الإشارة إلى أن الأطفال هم من يواجهون نسب وفاة كبيرة مقارنة بغيرهم من الفئات العمرية.
تشخيص التهاب الدماغ الياباني
تشخيص التهاب الدماغ الياباني يتم كما الآتي:
1. الفحص البدني
الفحص البدني يتم من خلال كشف الطبيب على المريض لتحقق من الأعراض التي تُصيبه، فيقوم بقياس درجة حرارة جسده، كما يطرح عليه العديد من الأسئلة وهي:
- ما هي الأعراض التي تشعر بها بجانب ارتفاع درجة حرارة الجسم؟
- في أي مكان تسكن؟
- هل يوجد إصابات في منطقتك تُعاني من التهاب الدماغ الياباني؟
بعد التعرف على إجابات هذه الأسئلة وشك الطبيب أن المريض يُعاني من التهاب الدماغ الياباني سيتطرق إلى الفحوصات الآتية للتأكد 100% من الحالة.
2. فحص الدم
فحص الدم هو الفحص الأسهل لاكتشاف الحالة إذ يتم أخذ عينة من الشخص الذي يُعاني من الأعراض، ثم إجراء فحص عليها لمعرفة وجود الفيروس أم عدمه.
3. فحص عينة من سائل النخاع الشوكي
سيقوم الطبيب بأخذ عينة السائل المتواجد في العمود الفقري، ليُجري عليه فحص للتأكد من وجود فيروس التهاب الدماغ الياباني أو عدمه.
4. فحص بالتصوير المقطعي المحوسب
يتم إجراء هذا النوع من الفحوصات لأخذ صورة ثنائية الأبعاد لحالة الدماغ العامة، ومعرفة ما يُعانيه من تغيرات.
في بعض الأحيان قد يتطرق الطبيب لإجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي وذلك لأخذ مسحة كاملة ثلاثية الأبعاد عن حالة الدماغ.
علاج التهاب الدماغ الياباني
لا يوجد علاج مُحدد عند الإصابة بفيروس التهاب الدماغ الياباني، إذ يقتصر العلاج على تخفيف الأعراض كما الآتي:
- وصف مسكنات الألم في حال المعاناة من ألم العضلات والصداع.
- وصف خافض الحرارة في حال المعاناة من الحمى.
كما يجب المحافظة على التغذية السليمة والصحية أثناء الإصابة بالمرض، فذلك يزيد من مناعة الجسم، ويزيد من قدرته على مقاومة الفيروس والتخلص منه.
الجدير بالذكر أن حُقن الغلوبين المناعي الوريدي (Intravenous Immunoglobulin) لم تُفد في علاج التهاب الدماغ الياباني.
الوقاية من التهاب الدماغ الياباني
يُمكن الوقاية من الإصابة بالتهاب الدماغ الياباني من خلال الآتي:
1. أخذ المطاعيم الخاصة بالمرض
يتوفر لقاح آمن وفعال للوقاية من عدوى مرض التهاب الدماغ الياباني، وهو مكون عن جرعتين، إذ يقوم الطبيب بإعطاء الجرعة الأولى للمريض من خلال الحقن وبعد 28 يوم يعود الشخص لأخذ الجرعة الثانية بذات الطريقة وهي الحقن.
يُمكن إعطاء اللقاح في فترة زمنية بين الجرعتين تترواح 7 أيام، وهذا الأمر يتناسب مع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من 18 - 65 عامًا.
يُفضل أخذ اللقاح في المناطق التي تكثر فيها الإصابة، مثل: اليابان، وتايلند، والصين، وذلك للحد من المرض، كما يُنصح بأخذ اللقاح في أي دولة أخرى في حال السفر لأحد الدول التي تكثر فيها الإصابة بهذا النوع من الأمراض.
يُمكن أن يُسبب لقاح التهاب الدماغ الياباني بعض الأعراض الجانبية التي تزول بعدة مدة زمنية قصيرة، وتمثلت هذه الأعراض في الآتي:
- احمرار وانتفاخ المنطقة المأخوذ فيها اللقاح.
- صداع.
- ألم عضلات.
- ضيق التنفس.
2. استخدام طارد الحشرات
الوسيلة الأخرى التي يُمكن بها الوقاية من التهاب الدماغ الياباني هي استخدام طارد الحشرات للتخلص من البعوض، ويُنصح باستخدام الأنواع التي تحتوي على مادة إن إن ثنائي إثيل ميتا تولواميد (N -Diethyl- meta -toluamide) أو ما تُعرف بُمسمى ديت (DEET).
3. طرق وقاية أخرى
يًُمكن الوقاية من المرض بطرق أخرى تمثلت في الآتي:
- الحفاظ على النظافة العامة حول المنزل، فهذا يُقلل من وجود البعوض.
- التخلص من البرك المائية المحيطة بالمنازل، فهي بيئة مناسبة للبعوض.
- استخدام الناموسية.
- ارتداء ملابس ساترة لكافة أعضاء الجسم.
- دهن الجسم بكريمات تمنع من قدرة البعوض على القرص.