القيلة النخاعية السحائية
Myelomeningocele
القيلة النخاعية السحائية هي أحد أنواع السنسنة المشقوقة المفتوحة (Spina bifida aperta) الأكثر انتشارًا من بين الأنواع الأخرى.
تُعرف القيلة النخاعية السحائية بأنها شق مفتوح في العمود الفقري يحصل عندما لا تكون عملية إغلاق العمود الفقري والنخاع الشوكي سليمة أثناء الحمل، حيث تبرز الأغشية المحيطة بالنخاع الشوكي (Spinal cord) لخارج الفقرة المفتوحة، وتخرج بعض الأجزاء العصبية المغلفة بالأغشية من النخاع الشوكي إلى الخارج من الجهة الخلفية.
الإصابة بالقيلة النخاعية السحائية يُسبب العديد من الأضرار البدنية للطفل، أما من الناحية العقلية فغالبًا لا يُعاني الطفل من أي نقص في الذكاء، فهو يمتاز بنسبة ذكاء مُشابهة لأبناء جيله.
أعراض القيلة النخاعية السحائية
أعراض القيلة النخاعية السحائية ليست كثيرة كونها ظاهرة للعيان، فبمجرد ولادة الطفل يُمكن رؤية العرض الرئيس للحالة وهو كيس ينبض خارج من ظهر المولود، وأحيانًا قد تكون هناك طبقة رقيقة من الجلد فوق هذا الكيس أو قد يكون مُغطى بالشعر.
الأطباء لا يستغربون من هذا العرض كونهم شاهدوا الكثير من الحالات المرضية المُشابهة، لكن الأهل قد يشعرون بالاستعجاب وربما الخوف من هذا الأمر، وقد يصعب عليهم فهم هذا العرض المرئي، ومن هذا المنطلق يُنصح السيدات اللاتي يلدنّ في المنزل الذهاب للطبيب لعلاج المشكلة في بدايتها.
يجدر الذكر أنه يوجد بعض الأعراض نادرة الحدوث عن الإصابة بالقيلة النخاعية السحائية، وهي كما الآتي:
- النوبات.
- الأقدام المشوهة، وليس بالضرورة ان تكون القدمين فيمكن أن تكون قدم واحدة هي المشوهة.
- انحناء العمود الفقري.
أسباب وعوامل خطر القيلة النخاعية السحائية
السنسنة المشقوقة عمومًا والتي من أنواعها القيلة النخاعية السحائية غير معروفة السبب إلى يومنا هذا، لكن مع هذا فإنه يوجد العديد من عوامل الخطر التي تزيد احتمالية الإصابة بها، ومن أبرز هذه العوامل الآتي:
1. الوراثة
العامل الوراثي يلعب دور جدًا هام في أغلب الأمراض، فوجود عدة أشخاص يُعانون أو قد عانوا مُسبقًا من حالة صحية ما يعني أن باقي الأفراد لديهم قابلية بالإصابة بها، وهذا الأمر ينطبق على القيلة النخاعية السحائية.
2. نقص حمض الفوليك
من المعتقد أن نقص حمض الفوليك في جسم الحامل يلعب دورًا في إصابة الجنين بالقيلة النخاعية السحائية، وهذا الأمر جدًا معروف بين معظم الأشخاص، لكنه علميًا مجرد احتمال غير مؤكد تمامًا.
يُنصح أن تتناول الحامل مكملاتها الغذائية كما وصفها الطبيب دون الكسل في ذلك، فإن كان الأمر حقيقيًا أو غير حقيقي بما يخص حمض الفوليك، فالحذر واجب.
3. عوامل أخرى
تشمل العوامل الأخرى التي يُعتقد أنها تلعب دورًا في التسبب بالقيلة النخاعية السحائية كل مما يأتي:
- بدانة الحامل.
- إصابة الحمل بمرض السكر، إن كان نوع السكري دائم، مثل مرض السكري من النوع الثاني أو نوع سكري الحمل، فكلاهما يُعدّ من عوامل الخطورة.
- تناول الحامل بعض أنواع الأدوية أو حتى قبل الحمل، فمثلًا أدوية علاج حب الشباب تناولها قبل الحمل بعدة شهور قليلة تزيد من احتمالية ولادة طفل بتشوهات خلقية، لذا يجب قراءة تعليمات الأدوية بدقة وعدم التهاون فيها.
مضاعفات القيلة النخاعية السحائية
مضاعفات القيلة النخاعية السحائية تتراوح بين المتوسطة إلى الشديدة، ويعود اختلاف حدة المضاعفات إلى العديد من العوامل، وأبرزها الآتي:
- مدى امتداد كيس القيلة النخاعية السحائية.
- حجم ومكان إصابة الأنبوب العصبي.
- وجود الجلد الذي يُغطي القيلة النخاعية السحائية أو عدم وجوده.
- مدى قوة جسم الطفل على التكيف مع وضعه الصحي.
- مدى سرعة التعامل مع الحالة وعلاجها، فكلما تم الإسراع بإخضاع الطفل لجراحة لاستئصال هذا الكيس يكون وضعه الصحي المستقبلي أفضل من أقارنه الذين يُعانون من ذات الحالة، لكن الأطفال الذين لم يتلقوا العلاج في الوقت المناسب فإن المضاعفات ستكون شديدة.
بما ان مضاعفات القيلة النخاعية السحائية متفاوتة سنذكرها وفق تقسيم يُوضحها بالتفصيل كما الآتي:
1. المضاعفات المتوسطة
تمثلت المضاعفات المتوسطة الخاصة بالقيلة النخاعية السحائية في ما يأتي:
- سلس البول.
- صعوبة الذهاب لقضاء الحاجة في المرحاض.
- مشاكل في العظام المتوسطة، مثل: التقوس.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي.
2. المضاعفات الخطيرة
تمثلت المضاعفات الخطيرة للمرض في كل مما يأتي:
-
استسقاء الدماغ
يُقصد باستسقاء الدماغ تجمع السوائل في الدماغ مُسببًا زيادة حجم الرأس عن الطبيعي.
هذه الحالة تحتاج إلى عملية لإيصال مسرب يُخرج هذه السوائل من الدماغ بصفة مستمرة.
-
مشكلات في العظام الخطيرة
مشكلات العظام الخطيرة الناتجة من القيلة النخاعية السحائية تتمثل بتشوهات في شكل العظم، ونمو العظام بأشكال غير طبيعية، وميلان في شكل العمود الفقري.
-
مشكلات في المشي والحركة
قد يؤدي هذا المرض إلى عدم القدرة على تحريك القدمين أو عدم الشعور بوجود القدمين، وهذا يعني الشلل الكامل في القدمين أي أن الأعصاب فيهما لا تعمل مُطلقًا، وهذا يُعد من المضاعفات المؤذية نفسيًا للطفل ولذويه.
تشخيص القيلة النخاعية السحائية
تشخيص القيلة النخاعية السحائية بعد ولادة الطفل أمر جدًا سهل بالنسبة للأطباء، فبمجرد النظر إلى ظهر الرضيع يتم تشخيص المرض، لكن يُمكن تشخيص الحالة قبل ولادة الطفل، ويكون ذلك بخضوع الحامل للفحوصات الآتية:
-
فحص الدم
يتم فحص عينة من دم الأم لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على بروتين معين يصنعه الطفل يسمى بروتين ألفا فيتو بروتين (Alpha-fetoprotein).
إذا كان مستوى بروتين ألفا فيتو بروتين مرتفعًا جدًا، فقد يُوحي ذلك أن الطفل يعاني من أحد أنواع السنسنة المشقوقة أو أي عيب آخر في الأنبوب العصبي.
-
فحص التصوير بالموجات فوق الصوتية
الموجات الصوتية عالية التردد يُمكن لها ان تُظهر أنسجة جسم الحامل بما في ذلك أنسجة الجنين على شاشة الحاسوب، فإذا كان الجنين يُعاني من السنسنة المشقوقة، فقد يُشاهد الطبيب عمودًا فقريًا مفتوحًا أو كيسًا يخرج من العمود الفقري.
-
فحص بزل السائل الأمنيوسي
في حال إجراء الفحصين السابقين وقد ناب الطبيب الشك بوجود نوع من أنواع السنسنة المشقوقة ويريد التأكد 100% من التشخيص،= فإنه يُوصي بفحص بزل السائل الأمنيوسي، يتم هذا الفحص باتباع الخطوات الآتية من قبل الطبيب:
- أخذ عينة من السائل من الكيس الأمنيوسي المتواجد حول الجنين باستخدام إبرة مُخصصة لهذا الشأن.
- إجراء فحص للسائل الأمنيوسي لمعرفة مستوى بروتين ألفا فيتو بروتين، فإن كان عالٍ فهذا يؤكد الإصابة.
علاج القيلة النخاعية السحائية
تمثلت طرق علاج القيلة النخاعية السحائية في ما يأتي:
1. العلاج الجراحي
عادةً يتم اٍرسال الطفل بعد ولادته فورًا إلى العلاج العصبي الجراحي، بحيث يتم إجراء العملية خلال اليوم الأول أو الثاني بعد الولادة من أجل إغلاق الشق.
خلال العملية الجراحية يتم إغلاق الشق في الظهر، بحيث يتم منع تسرب السوائل وحدوث الالتهاب، لكن العملية الجراحية لا تقلل من سوء حالة الشلل ولا حتى من الضرر العصبي الحاصل في الجزء الموجود على مستوى الشق وما تحته.
الجدير بالذكر أن الأطباء خلال الجراحة يُحاولون ترميم النفق السيسائي (Spinal canal) قدر الإمكان للحد من انتشار العدوى في المستقبل، وكذلك للحد من الهبوط في النخاع الشوكي.
2. العلاجات الأخرى
بعد إجراء الجراحة تبقى العديد من الأعراض والمضاعفات، لذا يجب إدراتها قدر المُستطاع، ويتم ذلك من خلال وصف العلاجات الآتية:
-
وصف مجموعة من الأدوية
يصف الطبيب بعد العملية المُسكنات للرضيع والتي غالبًا تُعطى بالإبر، هذه المسكنات لا تدوم طويلًا، فهي فقد تهدف إلى تقليل ألم العملية وبعد عدة أيام يتم إيقافها، لكن هذا لا يعني التوقف عن تناول المزيد من الأدوية وخاصةً في المستقبل حيث يصف الطبيب المزيد منها، للحد من سلسل البول مثلًا، وبعضها للحد من الالتهابات.
هذا يعني أن لكل مُضاعف من مضاعفات القيلة النخاعية السحائية دواء.
-
العلاج الفسيولوجي
العلاج الفسيولوجي يهدف إلى عدم ضمور العضلات، وخاصةً التي تفقد الإحساس، فيقوم المُعالِج أو أي أحد من أفراد الأسرة بعد تعليمة التقنية المحددة بتحريك جسم الطفل، ويجب الاستمرار في ذلك طوال عمره.
قد يُفيد العلاج الفسيولوجي أيضًا في مساعدة الطفل على تحريك بعض أجزاء جسمه لو بحركات محددة.
الوقاية من القيلة النخاعية السحائية
تحدث السنسنة المشقوقة والتي من أنواعها القيلة النخاعية السحائية في وقت مبكر جدًا من الحمل، لذا فإن معظم النساء لا يعرفنّ أنهنّ حوامل في الوقت الذي يحدث فيه الحالة المرضية للجنين.
هذه المعلومة تُشير أن أساليب الوقاية يجب أن تكون قبل الحمل وليس أثناءه، وفي ما يأتي سيتم ذكر أبرز الإرشادات الوقائية:
- تضمين الخضروات الورقية الخضراء والمكسرات والبقوليات في النظام الغذائي للمرأة التي تنوي الحمل، فهذه الأطعمة جميعها غنية بحمض الفوليك.
- تناول مكمل حمض الفوليك حسب إرشادات الطبيب، ويُفضل أن يتم ذلك قبل الحمل والاستمرار به بعد حصوص الحمل.
- السيطرة على مستويات السكر في الدم إن كانت الحامل مُصابة بأحد أنواع السكر.
- التخلص من الوزن الزائد، وجعل الجسم ذو وزن مثالي ملائم مع الطول.