فتور وضعف الرغبة الجنسية عند النساء

مع تقدّم المرأة بالعمر ومرورها بالعديد من التغييرات والأحداث في حياتها قد تتأثرّ قوة رغبتها بالعلاقة الجنسية مع شريكها ما يؤدي لفتورها، لكن هل هناك أسباب صحية للأمر؟ وكيف يتم التشخيص؟ وما هو العلاج؟

أبرز المعلومات حول ضعف الرغبة الجنسية عند النساء في ما يأتي:

في الواقع هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى ضعف الرغبة الجنسية عند النساء، كالعوامل الجسمانية، والهرمونات، والعوامل النفسية وحتّى أخرى تخصّ العلاقة الزوجية الخاصّة، سنتناولها جميعًا في الآتي:

1. الأسباب المتعلقة بالصحة الجسمانية

يمكن لمجموعة من الأمراض والتغييرات الجسمانية وحتى الأدوية أن تؤدّي لضعف الرغبة الجنسية عند النساء، من ضمنها:

• الإصابة بمشاكل جنسية

في حال كنت تعانين من آلام الجماع، وعسر الجماع، وحتى لمجرّد أنّك لا تنجحين للوصول للنشوة الجنسية، هذه التفاصيل قد تقلل جديًا من رغبتك بممارسة الجنس.

• الإصابة بالأمراض الصحيّة

بعض الأمراض على الرغم من كونها ليست جنسية إلا أنّها تؤثّر على الدافع والرغبة الجنسية، مثل: السرطان، والسكري، والتهابات المفاصل، والأمراض العصبية، وكذلك أمراض الجهاز الدوراني.

• تناول بعض الأدوية

بعض العقاقير الطبية وخاصّة مضادات الاكتئاب لها الأعراض الجانبية تشمل ضعف الرغبة الجنسية عند النساء.

• اتباع نمط حياة غير صحي

ومنها: التدخين، والمخدرات، والإفراط في الكحول، كل ذلك قد يؤثّر على حياتك الجنسية بشكل ملموس، وحتى نوعية طعامك، وساعات أكلك، وعدم ممارسة الرياضة كل هذا قادر على حدوث ضعف الرغبة الجنسية عند النساء.

• إجراء عمليات جراحية

كل عمليّة جراحية قد تجرى للثدي أو لأي جزء من جهازك التناسلي من شأنها أن تؤثّر وتؤدي لضعف الرغبة الجنسية عند النساء.

• الإصابة بالإرهاق

إذا كان لديك عدد كبير من الأطفال الصغار أو تعملين حتى ساعات متأخرة من الليل فتعودين مرهقة للبيت فإن الشعور من التعب المفرط أو الألم والإعياء الناتج عن ذلك سيؤدّي إلى تقليل رغبتك الجنسية.

2. الأسباب المتعلقة بالتغييرات الهرمونية

حتى وإن كانت التغييرات الهرمونية التي قد تعانين منها ليست مرضيّة إلّا أنّها هي أيضًا من شأنها أن تؤدي إلى ضعف الرغبة الجنسية عند النساء، ومنها:

• التغيرات الهرمونية خلال سن اليأس

خلال هذه المرحلة العمرية ينخفض مستوى هرمون الإستروجين، الأمر الذي قد يؤثّر على أنسجة المهبل لديك فتصبح أكثر جفافًا، ما يؤدّي إلى شعورك ببعض الآلام خلال ممارسة الجنس.

• التغيرات الهرمونية خلال الحمل والرضاعة

التغييرات الهرمونية التي تحدث في الحقيقة خلال الحمل هي التي من شأنها أن تسبب ضعف الرغبة الجنسية عند النساء، لكن الفترة ما بعد الولادة تحمل تحدّيات وأسباب أخرى، مثل: عدم الرضا عن شكل الجسم، وضغوطات العناية بمولود جديد، والإعياء والتعب وما إلى ذلك.

3. الأسباب التعلقة بالعوامل النفسية

تلعب العوامل النفسية دورًا بالغ الأهمية في ضعف الرغبة الجنسية عند النساء والنشاط الجنسي، إليك بعض الأمور التي قد تؤدّي إلى الفتور الجنسي في الآتي:

• الإصابة بأمراض تتعلّق بالصحة النفسية، مثل: القلق، والاكتئاب، والهوس.
• إنشغال العقل والبال وعدم القدرة على الفصل عن باقي أمور الحياه.
• صورة متدنّية للنفس، وعدم احترام ومحبّة جسمك.
• التعرض لماضي من الاعتداء الجسدي أو الجنسي.
• وجود تجارب جنسية سابقة سلبية وغير مريحة.

4. أسباب متعلقة بالعلاقة الزوجية

يشغل العامل العاطفي بالنسبة للنساء دورًا هامًا في تحديد وجهة العلاقات الجنسية التي تربطهنّ مع شركائهنّ، حيث في حال لم تكن الأنثى راضية عاطفيًا في الغالب سينعكس ذلك على علاقتها الجنسية.

أمّا ما قد يؤدّي إلى ضعف الرغبة الجنسية عند النساء ففي الغالب سيكون عبارة عن مشكلات مستمرّة في العلاقة الزوجية، مثلًا:

• عدم وجود تفاهم وقنوات اتصال متاحة مع الشريك.
• وجود مشكلات وصراعات غير محسومة، أو محسومة بغير ما يرضي الطرفين.
• عدم وجود شفافية حول الأمور الجنسية من حيث الاحتياجات والتفضيلات.
• نقص بالثقة المتبادلة بين الشريكين.

بالطبع لا يمكن القول أنّ عدم رغبتك في ممارسة الجنس مع زوجك لمرة واحدة تعد فتورًا جنسيًا من طرفك، حتى وإن طال الأمر لفترة قصيرة من الوقت، بل أكثر من ذلك فلا يوجد هناك مقياس رقمي واضح يمكن أن يجمع كافة النساء تحته.

بعض النساء على الرغم من أنّهنّ يعانين من ضعف في الرغبة الجنسية إلّا أنّهن يبقين رغم ذلك مواظبات على الجنس أكثر من غيرهنّ.

في حال استمرّ ضعف الرغبة الجنسية عند النساء لفترة طويلة، أو انقطع وعاد ثانية قد يتمّ تشخيصه باضطراب الرغبة الجنسية المثبطة (HSDD) والتي تشمل أعراضها الآتي:

• عدم إبداء أي اهتمام بأي نوع من النشاطات الجنسية، حتى ولو النشاط الجنسي الذاتي أو الاستمناء.
• غياب المخيّلة الذهنية الجنسيّة وابتعاد الجنس حتى عن الأفكار.
• الشعور بالقلق الذي ينبع من قصور وقلّة الممارسة الجنسية.

بشكل عام في حال وجود ضعف الرغبة الجنسية عند النساء يمكن التوجّه إلى الطبيب ليساعد في تخطّي الأمر، ولا تقلقي فقد يكون مفتاح الحل بسيطًا فيقتصر على تغيير دوائك الشهري أو تحسين مستوى السكر وضغط الدم.

إذا كان ضعف الرغبة الجنسية الذي تعانين منه قد طال زمنيًا أو انقطع وعاد من جديد عندها قد يقرر الطبيب تشخيص الحالة على أساس اضطراب الرغبة الجنسية المثبطة (HSDD).

إليك بعض الأمور المحتملة خلال زيارتك للطبيب عند الإصابة بضعف الرغبة الجنسية عند النساء:

1. يجب عليك تجنب الخجل عند زيارة الطبيب في البداية بل حاولي التحدّث مباشرة حول ما تشعرين به وما تلاحظينه، وتذكّري أنّ اكتفاءك الجنسي وعلاقتك الزوجية الناجحة تقيك من العديد من الأمراض الأخرى، لذا فالموضوع لا يقلّ أهميّة عن أي مرض آخر.
2. سيقوم الطبيب بالاستفسار أكثر حول عدة تفاصيل قد يكون لها علاقة بالأسباب، فقد يسألك عن مخاوفك واهتماماتك الجنسية، وإن كنت تعانين جفاف المهبل أو أية أوجاع خلال الجماع، قد يستفسر عن تجاربك الجنسية السابقة وإن كنت قادرة على الوصول للرعشة.
3. قد يستفسر الطبيب حول تاريخك الطبي، أو أية عمليات جراحية، أو أمراض جسدية ونفسية، أو علاجات سابقة وما إلى ذلك.
4. قد يطلب منك إجراء فحص للحوض للتحقق من عدم وجود علامات جسدية قد تؤدّي لانخفاض الرغبة الجنسية، كترقق أنسجة الأعضاء التناسلية، أو جفاف المهبل، أو أي من الفطريات والتلوثات المسببة للألم.
5. قد يطلب منك الطبيب اختبار دم شامل للتحقق من مستويات الهرمونات المختلفة بالإضافة إلى التحقق من نشاط الغدة الدرقية، ومستوى السكر والكولسترول، والتأكد من عدم وجود اضطرابات بالكبد.
6. قد يفضّل الطبيب في حالات معيّنة إحالتك إلى اخصائي علاقات زوجية ليكون أكثر تعمقًا في تقييم العوامل العاطفية الزوجية بينك أنت وزوجك لعلاج ضعف الرغبة الجنسية عند النساء.

مع تعدد الأسباب ستتعدّد احتمالات العلاج، فالأسباب الطبية تحتاج علاجات طبية وأما النفسية فنفسية وما إلى ذلك، لذا إليك أهم العلاجات لضعف الرغبة الجنسية عند النساء الآتي:

1. الحصول على الاستشارة والتثقيف الجنسي

إليك التفاصيل في الآتي:

• يمكن أن يكون التحدّث إلى مستشار للعلاقة الزوجية أمرًا كافيًا وأساسيًا في علاج ضعف الرغبة الجنسية عند النساء، حيث أنه يستطيع توجيهك نحو كيفية التعامل مع المخاوف الجنسية لديك وتعزيز الاستجابة والتقنيات الجنسية.
• قد يلعب دورًا في وصل الاحتياجات العاطفية بينك وبين زوجك وشريكك الأمر الذي سيرفع بدوره مدى الحميمة بينكما ويعزز الرغبة.

2. تناول بعض الأدوية

إليك التفاصيل في الآتي:

• يتأكد الطبيب بعد مراجعته لتاريخك الطبي وأنواع الأدوية التي تستخدمينها من وجود أعراض جانبية تؤثّر على الرغبة الجنسية، وفي حال كان هناك منها سيعمل على محاولة استبدالها بأدوية أخرى لا تتمتّع بهذه التأثيرات.
• قد يجد الطبيب من المناسب لك أن يصف لك بعض الأدوية التي تساعد في زيادة الرغبة الجنسية.

3. استخدام العلاج بالهرمونات

إليك التفاصيل في الآتي:

قد يلجأ الطبيب في حال أظهر اختبار الدم اضطرابًا في مستوى الهرمونات إلى وصف بعض العلاجات الهرمونية لك، مع العلم أنّ الهرمون نفسه لا يعمل كعلاج مباشر لرفع الرغبة الجنسية، إلّا أنّه قد يخلّصك من بعض الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الرغبة الجنسية عند النساء، كجفاف المهبل مثلًا.

إليك بعض النصائح لأسلوب حياتي صحي للتغلب على ضعف الرغبة الجنسية عند النساء:

• ممارسة التمارين الرياضية التي تساعد على تحسين علاقتك مع جسمك واهتمامك بنفسك، مما سيعزز من شعورك بأنّك جذابة ومرغوبة، طبعًا بالإضافة إلى كونها ترفع من قدرتك على التحمّل ومن ليونة جسدك.
• تجنب الإجهاد، كما رأيت فأحد الأسباب التي قد تؤدي للفتور هو الإجهاد، حاولي الموازنة دائمًا ولا عيب في طلب يد العون من شريكك وعائلتك.
• التواصل مع شريك الحياة وكسر حواجز الخجل التي قد تعيق علاقتك مع زوجك والمحافظة على علاقة عاطفية متوهّجة وذات شفافية عالية بكل ما يخص رغباتك واحتياجاتك الجنسية وغيرها.
• تخصيص وقتًا لعلاقتكما الجنسية، حتى وإن بدا لك الأمر في البداية مبتذلًا ومفتعلًا، إلّا أنّ إصرارك على التمسك بهذه العلاقة سيعني لزوجك والأهم أنّه سيعني لك الكثير.
• محاولة كسر الروتين، والاستماع إلى مشاعرك في اللحظة واغتنميها، وابتعاد عن الروتين فقد يخلق حالة من الرتابة والملل، وبدّلي الوضعيات، ونوّعي الأوقات والمواقع لتحظي بشعور مختلف في كلّ مرة.
• الاهتمام بتناول طعامًا صحيًا، والمحافظة على البقاء رشيقة، والابتعاد تمامًا عن ممارسة الممنوعات الثلاث وهي الدّخان والمخدرات والكحول، فهي وإن أرضت رغبتك في الوقت الحالي لكنّها تسبب ضعف الرغبة الجنسية عند النساء على المدى البعيد.