علاج آلام الظهر: دليلك الشامل

آلام الظهر جدًا متعددة، فمنها الآلام الخفيفة والتي يُمكن أن تُعالج طبيعيًا أو دوائيًا، بينما يوجد آلام جدًا شديدة قد يتطرق الطبيب فيها لإجراء العلاج الفيزيائي أو العلاج الجراحي.

فلنتعرف في ما يأتي على أبرز طرق علاج آلام الظهر بشكل مُفصل:

تمثلت طرق علاج آلام الظهر طبيعيًا في ما يأتي:

1. الراحة

علاج آلام الظهر يرتكز على الراحة، لكن لا يُعني بذلك الراحة المطلقة والاستلقاء على الفراش لمدة 2 - 3 أسابيع كما كان متعارف عليه سابقًا، حيث أن ذلك يُسبب العديد من الأضرار، ومنها:

• ضعف العضلات وجعلها أكثر تشنجًا وألمًا.
• فقدان الكالسيوم من العظام.

لذلك يُطلب في معظم حالات ألم الظهر الراحة في الفراش لمدة 2 -3 أيام فقط، ثم يوصى المريض بالحركة والنشاط ضمن حدود معينة مع الطلب منه تجنب النشاطات التي تجعل ألم الظهر أسوأ، مثل:

• رفع الأشياء الثقيلة.
• الانحناء.
• الانفتال.
• الوقوف فترة طويلة.
• الجلوس فترة طويلة.

2. التمارين الرياضية

تعد التمارين الرياضية أساسية في الوقاية من ألم الظهر وفي علاج ألم الظهر المزمن، وينصح الخبراء بالراحة لمدة 2 - 3 أيام فقط، ثم يبدأ المريض بإجراء تمارين رياضية خفيفة حسب خطة يضعها الطبيب وتحت إشرافه.

يتم إجراء التمارين الهوائية (Aerobics)، والتي تعمل على إعادة تأهيل الظهر والمحافظة عليه وتقوية عضلاته، وتقلل من الألم وتخفف من تكرار نوبات ألم الظهر، كما تُبقي المريض أكثر فعالية ونشاطًا.

تمثلت أهم تمارين الهواء الطلق التي يمارسها المريض ولا تسبب ضغطًا على أسفل الظهر في ما يأتي:

• المشي

يُعد المشي بصورة عامة رياضة ممتعة ولطيفة جدًا على الظهر، ومن المفيد جدًا المشي حوالي 3 - 4 كيلو متر 3 مرات أسبوعيًا.

• ركوب الدراجة الثابتة

إذا كان المشي مؤلمًا فإن الدراجة الثابتة مفيدة في علاج آلام الظهر.

• ممارسة التمارين الرياضية المائية

يفيد إجراء التمارين الرياضية في الماء على تخفيف وزن الجسم، ويسمح للعمود الفقري بالحركة أكثر مع تخفيف الألم، وبعدما تتحسن الحالة ينتقل المريض إلى التمارين الأرضية.

يفيد هذا العلاج في حالات الألم الشديد وعدم القدرة على القيام بالتمارين العادية.

يوجد مجموعة من الأدوية المسكنة والمضادة للالتهاب يمكن استخدامها في حالات علاج آلام الظهر، وبعض هذه الأدوية تستخدم دون وصفة طبية كالمسكنات في حين لا يستخدم البعض الآخر إلا بعد استشارة الطبيب.

تمثلت أبرز الأدوية التي قد يصفها الطبيب لعلاج آلام الظهر في ما يأتي:

1. الأسيتامينوفين (Acetaminophen)

الأسيتامينوفين هو ما يُعرف باسم الباراسيتامول (Paracetamol) أيضًا، وهو يُعد من أفضل المسكنات بسبب تأثيراته الجانبية القليلة.

يعمل الأسيتامينوفين على علاج آلام الظهر من خلال تأثيره المباشر على الدماغ، حيث يقفل مكان استقبال الألم في الدماغ، وهو لا يسبب الإدمان وليس له تأثيرات هضمية، لكن يجب الانتباه في حال وجود مرض في الكبد؛ وذلك لأن الأسيتامينوفين يطرح عن طريق الكبد.

2. الأسبرين

الأسبرين هو دواء شائع مسكن له تأثيرات مضادة للالتهاب، لكنه غير مناسب للمرضى المصابين بآلام في المعدة أو القرحة، كما لا يُعطى للأطفال بسبب إمكانية حدوث متلازمة راي. 

3. مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)

مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أحد طرق علاج آلام الظهر العديدة جدًا وشائعة الاستخدام، ومنها:

• الديكلوفيناك (Diclofenac).
• الإندوميثاسين (Indomethacin).
• الكيتوبروفين (Ketoprofen).
• النابروكسين (Naproxen).

يجدر الذكر أن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية من سيئاتها أنها تؤدي إلى آلام المعدة؛ لذلك يجب أن تؤخذ دومًا بعد الطعام، وذلك لتقليل من تأثيراتها الهضمية غير المرغوبة.

4. مرخيات العضلات

مرخيات العضلات هي مجموعة متنوعة من الأدوية التي لها تأثير مرخي على الجسم، وهي لا تعمل مباشرةً على العضلات، وإنما تؤثر على الدماغ، ولها أنواع عديدة أشهرها:

• الديازبام (Diazepam).
• الميدازيبام (Medazepam).

هذه الأدوية لا تؤخذ إلا باستشارة الطبيب مع التقيد بالجرعة والمدة وطريقة الإعطاء التي يحددها الطبيب.

5. أدوية الكورتيزون ومشتقاته

الكورتيزون ومشتقاته تدعى هذه الأدوية بالستيرويدات القشرية، وهي أحد طرق علاج آلام الظهر الدوائية، فهي ذات تأثير مضاد للالتهاب، وتستخدم لفترة قصيرة عادةً 1 - 2 أسبوع ثم يتم تخفيفها تدريجيًا، وذلك بسبب تأثيراتها الجانبية السلبية العديدة، فهي:

• ترفع سكر الدم؛ لذلك لا يُنصح استخدامها لمرضى السكري.
• تزيد التهاب الجيوب الأنفية، والتهاب المجاري البولية.
• تُسبب هشاشة العظام.
• تُؤدي إلى قرحات المعدة.
• تزيد الوزن.
• تزيد نمو الشعر مُسببة الشعرانية.

لذلك هذه الأدوية يصفها الطبيب فقط، ولا تؤخذ إلا بناءً على استشارة طبية ويتم التقيد بالجرعة وطريقة الإعطاء.

6. حقن الكورتيزون فوق الجافية

قد يلجأ الطبيب لهذا النوع في علاج آلام الظهر إذا فشلت الطرق السابقة وكان ألم الظهر شديدًا، حيث يحقن الكورتيزون أو أحد مشتقاته في المسافة فوق الجافية في الفراغ الذي يقع بين الأم الجافية والجدار العظمي، وهذه المسافة مليئة بالأوعية الدموية الصغيرة والشحم.

حقن الكورتيزون فوق الجافية يتم وفق النقاط الآتية:

• تُجرى عملية الحقن بمدة زمنية تتراوح بين 15 - 30 دقيقة.
• يُستخدم في عملية الحقن التنظير الإشعاعي كدليل لمسار الحقنة المستخدمة في الحقن.
• يُراقب المريض لمدة 15-20 دقيقة بعد الحقن.

إن التأثيرات الجانبية للحقن فوق الجافية قليلة ونادرة ومنها النزف، والإنتان، ولا قلق من حدوث الشلل لأن مكان الحقن لا يوجد فيه حبل شوكي، لا يجرى حقن الكورتيزون للفئات الآتية:

• الحوامل.
• المصابون بأمراض نزفية.
• المصابون بالحالات التي يكون فيها ألم الظهر ناجمًا عن ورم أو التهاب.

كما يجدر الذكر أنه يمكن تكرار الحقن 3 مرات سنويًا لعلاج آلام الظهر.

العلاج الفيزيائي أو ما يُعرف بالعلاج الطبيعي أيضًا هو أحد طرق علاج آلام الظهر، ويتم بعدة طرق تمثلت في ما يأتي:

1. العلاج بالبرودة 

العلاج بالبرودة يتم باستخدام الكمادات الباردة أو كمادات الثلج، وتستخدم البرودة خلال أول 48 ساعة من التعرض للإصابة،

• طريق الاستخدام

ويتم ذلك وفق الخطوات الآتية:

1. يستلقي المريض على بطنه بوضعية مريحة مع وضع وسادة تحت الوركين لتخفيف الضغط عن منطقة الألم.
2. توضع كمية من الثلج في كيس، ويلف الكيس بمنشفة أو كمادة، ثم يُوضع وضع على منطقة الألم مع التركيز على مساحة حوالي 15 سنتيمتر حول المنطقة التي يشعر بها المريض بالألم.
3. تُترك الكمادات الباردة حوالي 5 - 6 دقائق في كل مرة.

يمكن جمع التدليك مع الكمادات الباردة وهذا يسرّع ويساعد في علاج آلام الظهر، كما يُمكن تكرار الكمادات الباردة 3 مرات يوميًا

• فوائد العلاج البرودة

العلاج بالبرودة يُقدم الفوائد الآتية:

1. تخفيف الالتهاب والتورم الحادثين بعد الإصابة، وخاصةً أن معظم آلام الظهر تترافق مع نوع معين من الالتهاب.
2. تبطيء السيالات العصبية الواردة من المنطقة المصابة، وبالتالي المساهمة في علاج آلام الظهر.

• محاذير العلاج بالبرودة

لكن يوجد بعض المحاذير التي يجب الانتباه إليها عند علاج آلام الظهر بالبرودة، وتمثلت هذه المحاذير في ما يأتي:

1. لا يُطبق الثلج مباشرةً على الجلد بل يجب التأكد من وجود حاجز واقٍ بين جلد الظهر والثلج، مثلًا: يلف الثلج بمنشفة ثم يوضع على مكان الألم.
2. لا يستخدم الثلج للفئات الآتية:
   • مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي.
   • المرضى الذين لديهم ارتكاسات تحسسية للبرودة.
   • المصابين بالشلل.

2. العلاج بالحرارة

بصورة عامة تقدم الكمادات الباردة فائدة عظمى خلال 48 ساعة الأولى بعد الإصابة، وبعد ذلك تصبح الحرارة أكثر فائدة في علاج آلام الظهر، ومن الطرق المتبعة في العلاج بالحرارة ما يأتي:

• الكمادات الحارة.
• كيس الماء الحار.
• زجاجات الماء الساخن.
• الحمامات الساخنة.

جميع الخيارات السابقة تُفيد في المساعدة على علاج آلام الظهر، وذلك بسبب قدرتها على الآتي:

• ارخاء العضلات المتشنجة.
• زيادة التروية الدموية.
• تسكين الألم.

يجب الانتباه عند استخدام الحرارة من حدوث حروق الجلد، كما يجب الانتباه إلى عدم النوم مع وجود الكمادات الساخنة على الظهر.

3. التدليك

وُجد أن التدليك يساهم في علاج آلام الظهر نتيجة قدرته على تقديم الفوائد الآتية:

• تحسين مجال حركة العمود الفقري.
• تحسين جودة النوم.
• تعزيز الدوران الدموي، والذي يساهم بدوره في سرعة شفاء العضلات المتأذية.
• زيادة مستوى الإندورفينات (Endorphins)، وهي مواد كيميائية ينتجها الجسم، ولها فعالية قوية في تسكين الألم.

تحتاج معظم العضلات المتشنجة إلى 4 جلسات على مدى 6 أسابيع للوصول إلى أفضل تأثير، وإذا كان ألم الظهر شديدًا جدًا فينصح بمراجعة الطبيب قبل البدء بالتدليك.

4. العلاج العصبي العضلي

العلاج العصبي العضلي هو أحد أنواع العلاج الفيزيائي الهام في علاج آلام الظهر، ويُجرى بالضغط على مناطق التشنج العضلي بالأصابع أو المرفق أو مفاصل الأصابع مع الإبقاء على الضغط لمدة 10 - 30 ثانية.

تكون العضلات المتشنجة مؤلمة عند اللمس، لذلك فإن تطبيق العلاج العصبي العضلي سيكون مؤلمًا في البداية، لكنه يؤدي إلى الآتي:

• تخفيف تشنج العضلات.
• تعزيز وصول كمية كافية من الدم والأكسجين إلى العضلات.
• تخليص العضلات من حمض اللبن المسبب للشعور بالألم.

من المهم جدًا في المرحلة الأولى للمعالجة التواصل الكافي مع المعالج الفيزيائي لتحديد مقدار الضغط اللازم ومدى حدوث التحسن، ويقوم المعالج الفيزيائي بالاستجابة تبعًا لتعاليم المريض.

5. العلاج المائي

يتم علاج آلام الظهر المائي باستخدام الحمامات المائية، مثل: السباحة.

6. التنبيه الكهربائي للأعصاب

التنبيه الكهربائي للأعصاب يتم فيه تنبيه الأعصاب من خلال وضع قطب كهربي على الظهر مما يساعد على تخفيف الألم، ويمكن استخدام التيار الكهربي من خلال الإبر الصينية.

يعد العلاج الجراحي آخر الحلول ولا يُتطرق إليه إلا بعد فشل الاستجابة لجميع طرق علاج آلام الظهر السابقة.

علاج آلام الظهر جراحيًا يتمثل عادةً بإجراء عملية في الغضروف، وذلك في الحالات الآتية: 

• وجود غضروف ضاغطًا على عصب من الأعصاب.
• وجود ألم عرق النسا وامتداد الألم للفخذ والساق مع عدم استجابة الحالة للمعالجة المحافظة لمدة 4 - 6 أسابيع.
• وجود التبول اللاإرادي أو سلس البراز.

في ما يأتي سيتم ذكر أنواع جراحة الظهر التي تُجرى لعلاج آلام الظهر، وهي كما الآتي:

1. عملية الليزر

علاج آلام الظهر بهذه التقنية تتم باستخدام المنظار مع استخدام الليزر لإزالة أنسجة الغضروف من خلال إبرة توجه لنواة الغضروف.

كما يجدر العلم أنه يمكن علاج آلام الظهر غير معروفة السبب بالليزر منخفض المستوى (Low-level laser therapy (LLLT)) بعملية غير جراحية، ويكون هذا العلاج فعال في حال تطبيقه بجانب العلاجات الأخرى مثل التدليك، وممارسة بعض أنواع الرياضة.

2. عملية المنظار

إزالة الغضروف المتضرر بالمنظار، هي عملية مُشابهة لعملية الليزر، لكن تتم إزالة الغضروف من خلال فتحة صغيرة طولها لا يتعدى 3 سنتيمتر، ليتم بعدها إدخال المنظار مُثبتًا عليه كاميرا موصلة على شاشة، بحيث يرى الطبيب آلية عمل العملية على الشاشة، وتهدف هذه العملية إلى إزالة القرص المتضرر إزالة كاملة أو جزئية.

فوائد هذه العملية في علاج آلام الظهر تتمثل في الآتي:

• عدم تعريض المُصاب إلى شق كبير يُسبب له العديد من المشكلات الصحية المتمثلة في:
  • المظهر غير المرغوب.
  • زيادة احتمالية التهاب الجرح.
  • الألم الشديد أثناء فترة التعافي.
• تسريع عملية الشفاء، حيث أن شق العملية يتعافى بسرعة كما أن عمليات المنظار سريعة الشفاء.

3. عملية تحليل النواة اللبية الكيميائية

بالرغم من تصنيف هذه العملية ضمن العمليات الجراحية لعلاج آلام الظهر إلا أنها تُعد بديل للعملية الجراحية، حيث أن مبدأ هذه العملية قائم على حقن مادة الكيموبابين (Chymopapain) المستخرجة من نبات البابايا (Papaya) في الغضروف المتعرض للإصابة والألم.

عند حقن مادة الكيموبابين غالبًا يقل حجم الغضروف ومما يقل الضغط عن العصب، والنتيجة هي التخلص من ألم الظهر.

4. عملية استئصال القرص المجهري

تُعد هذه العملية جدًا صعبة، حيث يتم خلالها إجراء شق جراحي في الظهر لقص وبتر بعض عظام العمود الفقري، وذلك بهدف تخفيف الضغط على العصب المُسبب للألم.

قد يلجأ بعض الأطباء إلى استبدال الشق الجراحي الكبير في عملية استئصال القرص المجهري بإجراء عدة شقوق صغيرة واستخدام المنظار لإجراء القص المطلوب، وهذا الخيار يُعد أسهل بالنسبة للمُصاب فنسبة الشفاء من هذه الثقوب تكون أسرع.

5. عملية لجم العمود الفقري

يُقصد بهذه العملية القيام بإزالة الغضروف بين الفقرات ووضع رقع عظمية بين الفقرات، وتتم بعملية جراحية كبرى.

يُنصح بالتفكير الجيد وتجربة جميع طرق علاج آلام الظهر سابقة الذكر قبل التعرض لهذا النوع من العمليات الجراحية، وذلك بسبب صعوبتها.

في ما يأتي جدول مختصر عن طرق علاج آلام الظهر: