أورام الحجاب الحاجز
Tumors of diaphragm

أورام الحجاب الحاجز هي أورام نادرة الانتشار، ويُمكن أن تكون حميدة أو سرطانية، وأكثر ما يُميز هذه الأورام أنها قد تكون نتيجة امتداد سرطان الرئة أو أن الأمر يكون بالعكس، أي أن الإصابة الأولية تكون في الحجاب الحاجز لتنقل الأورام إلى الرئتين.
يجدر الذكر هنا أن الحجاب الحاجز هو العضلة الواقعة بين البطن وتجويف الصدر، ومن خلال حركته يُسمح للهواء للدخول للرئتين أو الخروج منها، وهذا الأمر يجعل أعراض أورام الحجاب الحاجز جدًا شديدة، وخاصةً في حال تطورها وانتشارها.
أعراض أورام الحجاب الحاجز
تختلف أعراض أورام الحجاب الحاجز وفقًا لنوع السرطان إن كان حميد أو خبيث، لكن بشكلٍ عام فإن الأعراض التي تختص بهذا النوع من الأورام تتمثل في ما يأتي:
- التعب وعدم الراحة.
- صعوبة التنفس.
- ألم في الصدر.
- ألم في الكتف أو البطن.
- انخفاض صفير التنفس بشكلٍ مُلاحظ.
- الشلل في بعض الحالات النادرة، وهذه الحالة غالبًا تنتج بسبب قلة وصول الأكسجين إلى خلايا الجسم.
أما الاعراض العامة لكافة أنواع الاورام، والتي قد يشعر بها مُصاب أورام الحجاب الحاجز، فهي تمثلت في ما يأتي:
- تغيرات في الوزن، وهذه التغيرات قد تشمل زيادة في الوزن أو انخفاض في الوزن، وكلهما يحدث بشكلٍ مفاجئ.
- السعال المستمر.
- عسر الهضم.
- آلام في العضلات والمفاصل.
- تعرق ليلي.
- ارتفاع درجات حرارة الجسم بين كل حين وآخر.
- شحوب البشرة وتغير لونها، حيث أنه عادةً يبدة مُصفر.
أسباب وعوامل خطر أورام الحجاب الحاجز
تنشأ أورام الحجاب الحاجز نتيجة حدوث تغيرات في الحمض النووي داخل الخلية مؤديًا ذلك إلى بدء انقسامات غير طبيعية في الخلايا، وهذا ما يحدث في جميع أنواع الأورام.
لا يوجد سبب معروف إلى يومنا هذا عن سبب حدوث هذه الطفرات في الحمض النووي للخلية، لكن العلم يميل إلى أن عوامل الخطر هي من تحفز هذه الطفرات.
تمثلت أبرز عوامل الخطر التي تزيد احتمالية الإصابة بالأورام عمومًا، ومنها أورام الحجاب الحاجز كلًا مما يأتي:
- التدخين.
- السمنة.
- التعرض للإشعاعات.
- خلل في الهرمونات.
- الوراثة، وهذا العامل يُعدّ الأقوى من العوامل السابقة، فاحتمالية الإصابة بنوع مُحدد من الأورام يكثر في سلسلة العائلة الواحدة، ويُمكن التنبؤ بذلك قبل حصوله من خلال الخضوع لفحص الجينات.
مضاعفات أورام الحجاب الحاجز
الأورام عمومًا ومنها أورام الحجاب الحاجز تُسبب العديد من المضاعفات للجسم، والتي سيتم تقسيمها كما الآتي:
1. مضاعفات عامة
المضاعفات العامة للأورام عمومًا تتلخص بكل مما يأتي:
- احتمالية الانتقال والانتشار إلى أعضاء أخرى في الجسم.
- التعب والإرهاق، وعدم القدرة على ممارسة النشاط البدني كما السابق.
- صعوبة التنفس.
- اضطرابات عامة في جميع أجهزة الجسم.
2. مضاعفات ما بعد العلاج الكيميائي
بعد العلاج الكيميائي غالبًا يتعرض المُعالج للمضاعفات الآتية:
- تساقط الشعر.
- فقدان الشهية.
- تقرحات الفم.
- الغثيان والقيء.
- الإسهال.
- ضيق التنفس.
- التعب.
- انخفاض تعداد مكونات الدم، والتي تشمل كريات الدم الحمراء، وكريات الدم البيضاء، والبلازما.
3. مضاعفات الجراحة
مضاعفات استئصال الحجاب الحاجز جدًا شديدة، حيث أن نسبة البقاء على قيد الحياة بعد هذا النوع من الجراحات هي 22.6% فقط.
تشخيص أورام الحجاب الحاجز
يُمكن تشخيص أورام الحجاب الحاجز بأحد الطرق الآتية أو بجمع بينها للتأكد التام من الحالة:
-
التصوير بالأشعة السينية (X-ray)
يتم إجراء الأشعة السينية لمنطقة الصدر لمعرفة الحالة العامة لكل من القلب والرئتين، والأوعية الدموية والقفص الصدري، والصدر، والحجاب الحاجز.
غالبًا يستطيع الطبيب من خلال التصوير بالأشعة السينية معرفة إن كان الشخص يُعاني من أورام في منطقة الصدر أم لا، لكن لا يستطيع تحديد إن كانت حميدة أو خبيثة.
-
التصوير المقطعي المحوسب (CT)
التصوير المقطعي المحوسب يُستخدم للحصول على صورة ثنائية الأبعاد لمنطقة الصدر، وتتم هذه الصورة بالخطوات الآتية:
- صيام المريض لمدة تتراوح بين 4 - 6 ساعات.
- إعطاء المريض صبغة التباين لرؤية كافة تفاصيل الصدر.
- استلقاء المريض على الطاولة الخاصة بالجهاز المقطعي.
- تمرير جسم المريض بجهاز التصوير المقطعي المحوسب.
- الحصول على صورة تُظهر الأورام والتشوهات إن وُجدت.
تجدر الإشارة هنا أن هذا الفحص لا يُلائم الأشخاص الذين يُعانون من الحساسية لصبغة التباين، والذين يُعانون من مشكلات في الكلى.
-
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
هذا الفحص يُعدّ الأفضل كونه يُعطي صورة مفصلة لأعضاء الجسم الداخلية، ويتم هذا الفحص كما الخطوات الآتية:
- شرب محلول التباين.
- الاستلقاء على طاولة متحركة خاصة بجهاز الرنين المغناطيسي.
- إدخال الطاولة في جهاز الرنين المغناطيسي، وهذه الصورة تحتاج إلى وقت طويل نسبيًا كونها ستأخذ كافة الترددات لتفاصيل الجسم.
في حال كان المريض يحمل جهاز لتنظيم القلب أو يوجد في جسمة غرسة معدنية فإن هذا النوع من التشخيص لا يلائمه.
-
التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)
يستخدم فحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني لاكتشاف التفاعلات الخلوية للسكر، حيث تميل الخلايا غير الطبيعية إلى التفاعل أثناء الفحص، مما يساعد الأطباء في تشخيص مجموعة متنوعة من الحالات.
يتم فحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني لتشخيص أورام الحجاب الحاجز باتباع الخطوات الآتية:
- حقن مادة كيميائية غير ضارة في مجرى الدم.
- الاستلقاء على طاولة خاصة بالجهاز.
- تمرير الماسح الضوئي على الجسم ليُرسل صورًا ثلاثية الأبعاد إلى شاشة الكمبيوتر.
عادةً يُطلب من المرضى ارتداء ملابس مريحة والامتناع عن تناول الطعام لمدة 4 ساعات قبل الفحص، كما يجب إخبار الطبيب إن كانت المرأة حامل أو مرضعة.
-
أخذ خزعة (Biopsy)
هذه هي التقنية الوحيدة التي يمكنها تأكيد نوع الأورام إن كانت حميدة أو خبيثة، ويتم هذا النوع من التشخيص بالخطوات الآتية:
- تخدير المريض بتخدير عام.
- أخذ عينة من الأنسجة المحيطة بالحجاب الحاجز، وإرسالها إلى المختبر.
- زرع الأنسجة ودراستها من قِبل المختصين لتحديد نوعها.
علاج أورام الحجاب الحاجز
علاج أورام الحجاب الحاجز يكون بالخضوع لأحد الإجراءات الآتية أو الخضوع لمجموعة منها، والطبيب المُعالج هو من يُحدد الأنسب لحالة مريضه:
1. العلاج الكيميائي
يتم الخضوع للعلاج الكيميائي بأحد أشكاله إما بأخذ أدوية كيميائية فموية أو عن طريق حقن الدواء الكيميائي في الوريد.
عند وصول الدواء إلى مجرى الدم فإنه يقوم بمهاجمة أي انقسام غير طبيعي في الخلايا كان حميد أو خبيث، فهذا العلاج غير قادر على التميز بينهما.
2. العلاج الإشعاعي
العلاج الإشعاعي يتم من خلال تعريض الأورام إلى أشعة محددة، مثل: أشعة غاما، أو الأشعة السينية لتدميرها والقضاء عليها.
تقوم الأشعة التي سُلطت على الورم على تكسير الحمض النووي للخلية مما يمنعها من الانقسام والنمو، لكن هذه الأشعة قد تُدمير خلايا سليمة وهذا يُسبب مضاعفات غير جيدة للجسم.
3. العلاج الجراحي
العلاج الجراحي لأورام الحجاب الحاجز هو الحل الأخير الذي يتطرق له الأطباء، وذلك بسبب صعوبة إجراء العملية كون منطقة الحجاب الحاجز جدًا مهمة ودقيقة.
غالبًا يتبع العلاج الجراحي العلاج الإشاعي، وذلك لعدم تكرار نمو الورم الحميد أو الخبيث مرةً أخرى.
الوقاية من أورام الحجاب الحاجز
طرق الوقاية من الأورام في كافة الجسم هي واحدة، حيث أن طرق الوقاية من أورام الحجاب الحاجز هي ذاتها لكافة أورام الجسم.
يُمكن لتغيرات بسيطة في نمط الحياة أن تكون هي السلاح الرادع ضد الأورام المختلفة، وهذه التغيرات تمثلت في ما يأتي:
1. الابتعاد عن التبغ بكافة أنواعه
إن التبغ المتواجد في السجائر والأراجيل وغيرها من المنتجات الضارة يزيد من احتمالية الإصابة بالسرطانات، وخاصةً سرطان الرئة الذي قد ينتقل للحجاب الحاجز.
لا يقتصر الأمر على استخدام التبغ فقط، وإنما يمتد للأشخاص الآخرين الذين يجلسون بجانب المُدخن، وهذا ما يُدعى بالتدخين السلبي، والذي لا يقل ضررًا عن التدخين الإيجابي.
يُمكن اتباع طرق عديدة للإقلاع عن التدخين، وأولها وجود الإرادة القوية.
2. اتباع نظام غذائي صحي
تشمل نصائح اتباع نظام غذائي صحي:
- تناول الأطعمة الغنية بالمضادات الأكسدة لها دور كبير في الوقاية من كافة أنواع السرطانات، لذا يُنصح بالإكثار من تناول الأصناف الآتية كونها غنية بمضادات الأكسدة:
- الخضروات والفواكه.
- الأسماك.
- البقوليات.
- المكسرات.
- يُنصح بأن يكون النظام الغذائي غني بالأطعمة الصحية الخالية من الدهون.
- يجب أن يكون غني بالمشروبات العشبة والسوائل الصحية عمومًا بعيدًا عن المشروبات الغازية أو المشروبات الكحولية.
- الابتعاد عن اللحوم المصنعة، مثل: النقانق.
3. الحفاظ على وزن صحي
يجب الحفاظ على الوزن الملائم للطول فهذا يُقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض عمومًا، ومنها: السرطانات.
للحصول على الوزن المثالي يجب اتباع الإرشادات الآتية:
- ممارسة الرياضة بما لا يقل عن 30 دقيقة يوميًا.
- تناول أطعمة صحية وبكميات محدودة.
- شرب المزيد من الماء، حيث لا يجب أن تقل الكمية المشروبة عن 8 أكواب يوميًا.
4. الابتعاد عن التعرض لأشعة الشمس
الأشعة فوق البنفسجية المتواجدة في أشعة الشمس قادرة على إحداث خلل في طبيعة الانقسامات في الخلايا مؤدية بذلك إلى الأورام، وللحد من هذه الأورام يجدر الابتعاد عن التعرض لأشعة الشمس قدر المُستطاع، وإن كان هناك ضرورة للتعرض لها فيجب مراعاة الإرشادات الآتية واتباعها:
- تطبيق كريم الواقي للشمس بدرجة وقاية لا تقل عن 50.
- ارتداء القبعات والنظارات الشمسية.
- تغطية الجسم باللباس قدر المُستطاع.
العلاجات البديلة
لا يوجد أي علاجات بديلة لأي نوع من الأورام إلى يومنا هذا، وهذا عكس ما يُشاع في المجتمعات حول علاج الأورام باستخدام الأعشاب مثلًا.
من هذا المنطلق يجب عدم تصديق كل ما يُقال، والسماع لرأي العلم الذي لم يُثبت إلى الآن نجاح أي عشبة في علاج الأورام أو حتى تقليصها.