الورم الأرومي الشبكي

إن الورم الأَرومِيَّ الشبكي هو الورم الخبيث الذي يحدث داخل العين، وهو الأكثر شيوعًا عند الأطفال.

إن مصدر الورم الأرومِي الشَّبَكِيَّ هو الخلايا المضغيّة للشبكيّة الحسّيّة، وهذا الورم هو جنينيّ المنشأ، ولكنه بشكل عام لا يُشخّص عند الولادة وإنّما في مراحل الطفولة المبكّرة، وفي الغالب حتى سن الرابعة.

أبرز المعلومات حول الورم الأرومي الشبكي

في الآتي أبرز المعلومات حول المرض:

• يتموقع الورم في عين واحدة لدى حوالي 65% من المرضى، وفي كلا العينين بنسبة 35%.
• يُعتبر الوَرَمَ الأَرومِيَّ الشَّبَكِيَّ مرضًا قاتلًا إذا لم تتم معالجة الطفل المصاب.
• يبقى غالبية الأطفال اليوم في الدول المتطورة بنسبة 90% - 95% والذين تم تشخيصهم كمصابين بالمرض على قيد الحياة، ولم يموتوا نتيجة لانتشار النّقائل، أما في الدول النامية فالوضع مختلف.
• يتحسن الورم مثله مثل أنواع الأورام السرطانيّة الأخرى كلّما كان التشخيص مبكّرًا أكثر.
• يُمكن لدى العائلات ذات الخطورة المحتملة للورم إجراء تشخيص قبل الولادة حتى يُمكّن من التشخيص والعلاج السريعين.
• يمكن أن يكون الخيار العلاجي اختيار الإجهاض كبديل عند الحاجة.

نظرًا لأن الورم الأرومي الشبكي يُؤثر في الغالب على الرضع والأطفال الصغار فإن الأعراض ليست شائعة وواضحة.

1. الأعراض العامة للورم الأرومي الشبكي

تشمل العلامات التي قد تُلاحظها ما يأتي:

• لون أبيض في حدقة العين عند تسليط الضوء على العين، كما هو الحال عندما يلتقط شخص صورة فلاش للطفل.
• عيون الطفل تبدو وكأنها تنظر في اتجاهات مختلفة.
• نظر ضعيف.
• احمرار العين.
• تورم العين.

2. متى يجب زيارة الطبيب؟

حدد موعدًا مع طبيب طفلك إذا لاحظت أي تغييرات في عيون طفلك تُثير قلقك، حيث يُعد الورم الأرومي الشبكي سرطانًا نادرًا، لذا قد يستكشف طبيب الأطفال حالات العين الأخرى الأكثر شيوعًا أولًا.

إذا كان لدى أحد الوالدين تاريخ عائلي للإصابة بالورم الأرومي الشبكي يجب مناقشته مع الطبيب قبل التخطيط للإنجاب.

هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى الورم الأرومي الشبكي.

1. سبب الورم الأرومي الشبكي

توجد خلفيّة وراثية للمرض لدى حوالي 40% من المرضى، أي أن المرض ينتج عن طفرة جينية في الخلايا الجِذْعيّة الجنينية أو ينتقل وراثيًّا من أحد الوالدين.

تنتج الأورام عن طفرة جينيّة جسديّة (Somatic) في خلايا الشبكيّة، وتحصل الطفرة الجينية في جين الورم الأرومي الشبكي، وهو جين كابت للسرطان (Tumor suppressor gene) موجود على الكروموسوم رقم 13 (Chromosome 13).

يتطور في حالات وراثيّة قليلة ورم إضافي في خط المنتصف للدماغ في منطقة الجسم الصَّنَوْبَريّ (Pineal body)، وتُسمّى هذه الظاهرة الورم الأَرومِيَّ الشَّبَكِيَّ الثلاثيّ الجوانب.

2. عوامل الخطر

من أبرز العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالورم الأرومي الشبكي ما يأتي:

• العمر: عادةً يُصيب المرض الأطفال تحت سن الثالثة، كما يتم تشخيص الورم الوراثي في عام الطفل الأول غالبًا.
• العامل الوراثي: ينتقل المرض غالبًا وراثيًا من قبل الوالدين الذين يمتلكون تاريخ عائلي مرضي.
• عوامل أخرى: هناك عوامل أخرى أقل شيوعًا للإصابة بالمرض، ومن أهمها:
  • تناول الحامل الغذاء الذي يحتوي على كميات قليلة من الخضار والفواكه.
  • التعرض للمواد الكيميائية الموجودة في عوادم البنزين أو الديزل أثناء الحمل.
  • تعرض الوالدين للإشعاع.
  • عمر الوالدين الكبير.

من أبرز مضاعفات الورم الأرومي الشبكي ما يأتي:

1. عودة الورم بعد علاجه

الأطفال الذين عولجوا من الورم الأرومي الشبكي معرضون لخطر عودة السرطان في العين المعالجة وحولها، لهذا السبب سيُحدد طبيب الطفل مواعيد فحوصات لمتابعة التحقق من الورم الأرومي الشبكي المتكرر، قد يُصمم الطبيب جدولًا بمواعيد متابعة شخصية للطفل يتضمن فحوصات متكررة للعين.

2. زيادة خطر الإصابة بأنواع أخرى من السرطانات

إن الأطفال الذين يُعانون من النوع الموروث من الورم الأرومي الشبكي هم أكثر عرضة للإصابة بأنواع أخرى من السرطانات في أي جزء من الجسم في السنوات التي تلي العلاج، وخاصة الورم الصنوبري الأرومي، وهو نوع من أورام المخ.

لهذا السبب قد يخضع الأطفال المصابون بالورم الأرومي الشبكي الموروث لفحوصات منتظمة للكشف عن أنواع السرطان الأخرى.

يتم تشخيص الورم الأروميّ الشبكيّ بشكل عام بالطرق الآتية:

1. فحص عين

سيُجري طبيب العيون فحصًا للعين لتحديد سبب ظهور العلامات والأعراض التي يُعاني منها الطفل.

لإجراء فحص أكثر شمولًا قد يُوصي الطبيب باستخدام أدوية التخدير لإبقاء الطفل ثابتًا.

2. الفحوصات التصويرية

يُمكن أن تُساعد الفحوصات واختبارات التصوير الأخرى طبيب الطفل على تحديد إذا كان الورم الأرومي الشبكي قد نما ليُؤثر على الهياكل الأخرى الموجودة حول العين.

قد تشمل اختبارات ما يأتي:

• التصوير الموجات فوق الصوتية.
• التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).

في الحالات التي يكون فيها الورم محدود الانتشار، ويمكن الحفاظ على العين والنظر ولو بشكل جزئي فيُمكن العلاج بإحدى طرق العلاج التقليدية لعلاج الورم، ومن أهمها:

1. العلاج الكيميائي

يُوصى في حالات الإصابة ثنائيّة الجانب بالعلاج الكيميائي كعلاج أولي، والذي قد يبقى العلاج الوحيد في حالات معيّنة.

يؤدي هذا العلاج غالبًا إلى تقليص حجم الأورام، ويُسهل بذلك علاج ما تبقّى من الأورام بشكل موضعي، ومن أبرز أنواع العلاج الكيميائي ما يأتي:

• العلاج الكيميائي الذي ينتقل عبر الجسم كله

تنتقل أدوية العلاج الكيميائي التي تُعطى من خلال الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم لقتل الخلايا السرطانية.

• حقن العلاج الكيميائي بالقرب من الورم

يصل الدواء مباشرة إلى الورم من خلال أنبوب صغير في شريان يمد العين بالدم، قد يضع الطبيب بالونًا صغيرًا في الشريان لإبقاء الدواء قريبًا من الورم.

• العلاج الكيميائي يعطى في العين

يتضمن العلاج الكيميائي داخل الجسم الزجاجي حقن أدوية العلاج الكيميائي مباشرة في العين.

2. العلاج الإشعاعي

كان العلاج الأوليّ في الماضي يتمثّل بعلاج خارجي بالأشعّة لكلتا العينين، ولا تزال هذه الطريقة متبعة اليوم في بعض المراكز العلاجية.

ومن أبرز طرق الإشعاعية المستخدمة ما يأتي:

• الإشعاع الموضعي

أثناء العلاج الإشعاعي الموضعي يتم وضع جهاز العلاج مؤقتًا بالقرب من الورم، ويستخدم الإشعاع الموضعي للورم الأرومي الشبكي قرصًا صغيرًا يحتوي على حبيبات من مادة مشعة، يُثبت القرص في مكانه ويُترك لبضعة أيام بينما يطلق ببطء إشعاعًا على الورم.

يُقلل وضع الإشعاع بالقرب من الورم من فرصة تأثير العلاج على الأنسجة السليمة خارج العين، ويُستخدم هذا النوع من العلاج الإشعاعي عادةً للأورام التي لا تستجيب للعلاج الكيميائي.

• الإشعاع الخارجي

يبعث الإشعاع الخارجي حزمًا عالية الطاقة إلى الورم من جهاز كبير خارج الجسم، عندما يستلقي الطفل على طاولة تتحرك الآلة حوله وتُطلق الأشعة.

يُمكن أن يُسبب إشعاع الحزمة الخارجية آثارًا جانبية عندما تصل حزم الإشعاع إلى المناطق الحساسة حول العين، مثل: الدماغ، لهذا السبب عادةً يتم حجز الإشعاع الخارجي للأطفال المصابين بالورم الأرومي الشبكي المتقدم.

3. العلاج بالليزر

أثناء العلاج بالليزر يتم استخدام الليزر الحراري لتدمير خلايا الورم مباشرة.

4. العلاج بالتبريد

يستخدم العلاج بالتبريد البرودة الشديدة لقتل الخلايا السرطانية، أثناء العلاج بالتبريد يتم وضع مادة شديدة البرودة، مثل: النيتروجين السائل في الخلايا السرطانية أو بالقرب منها، وبمجرد تجمد الخلايا تتم إزالة المادة الباردة وإذابة الخلايا.

تتسبب عملية التجميد والذوبان التي تتكرر عدة مرات في كل جلسة علاج بالتبريد في موت الخلايا السرطانية.

5. قلع العين (Enucleation)

إن علاج المرض أُحاديّ الجانب يكون في معظم الحالات عن طريق قلع العين.

أثناء الجراحة لإزالة العين يقوم الجراحون بفصل العضلات والأنسجة حول العين وإزالة مقلة العين، ويتم أيضًا إزالة جزء من العصب البصري الذي يمتد من مؤخرة العين إلى الدماغ.

بعد إزالة مقلة العين مباشرة يضع الجراح كرة خاصة مصنوعة من البلاستيك، أو مواد أخرى في محجر العين، وأحيانًا يتم ربط العضلات التي تتحكم في حركة العين بالغرسة.

الأطباء غير متأكدين من أسباب معظم حالات الورم الأرومي الشبكي، لذلك لا توجد طريقة مثبتة للوقاية من المرض.

قد تُساعد الفحوصات الجينية المبكرة للطفل الذي يُعاني من تاريخ عائلي مرضي في التشخيص المبكر وبالتالي العلاج المبكر وتفادي حدوث أي مضاعفات.