ألم وظيفي من مصدر شرجي مستقيمي

لا توجد إلى الآن دراسات قاطعة للألم وظيفي من مصدر شرجي مستقيمي، لكنه قد يظهر أو يكون أكثر شدة أثناء حركة الأمعاء وقد يستمر لساعة أو أقل حسب الحالة، وrد يتوقف حتى حركة الأمعاء التالية أو يستمر بدرجة أقل، ويعد شائعًا عند النساء مقارنةً بالرجال.

يوجد ثلاثة أقسام رئيسية من ألم وظيفي من مصدر شرجي مستقيمي، وتشمل الآتي:

1. رافعة الشرج (Levator ani syndrome)

تسمى هذه الحالة أيضًا بمتلازمة العانة، حيث أن الألم يكون في العضلة الرافعة والتي غالبًا ما تكون متشنجة ومؤلمة للغاية خاصة عند لمس قاع الحوض أو المهبل، وقد يستمر الألم لهذه المتلازمة لمدة 30 دقيقة.

2. ألم الشرج الوظيفي غير المحدد (Unspecified functional anorectal pain)

هذا النوع لا يظهر الوجع في العضلة الرافعة أو حتى عند لمس قاع الحوض أو المهبل، لكنه قد يكون الألم موجود ومستمر لمدة 30 دقيقة في المستقيم.

3. ألم المستقيم العابر (Proctalgia fugax)

هو ألم شرجي يعاني المصابين به بألم وتشنج في المستقيم وغالبًا ما يحدث في الليل وبشكل متقطع أي مرة في السنة أو الشهر أو أقل، ويستمر الألم من ثوانٍ إلى دقائق فقط.

تعرف معنا في هذا المقال على المزيد من التفاصيل حول ألم ظيفي من مصدر شرجي مستقيمي:

غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابين بألم وظيفي من مصدر شرجي مستقيم من الأعراض الآتية، وهي كالآتي:

1. أعراض ألم وظيفي من مصدر شرجي مستقيمي

وهي كالآتي:

• أعراض ناتجة عن ألم الشرج

مثل:

• ألم حول فتحة الشرج أو المستقيم.
• نزيف في المستقيم.
• أوردة منتفخة في الشرج أو المستقيم.
• تقرحات صغيرة في القولون أو المستقيم.

• أعراض ناتجة عن ألم المستقيم

وتشمل:

• ألم خفيف يستمر لساعات.
• الشق الشرجي.
• نزيف بسيط.
• التشنج.

2. أعراض رافعة الشرج

وهو حالة من ضعف عضلات قاعدة الحوض، تشمل اعراضه الآتي:

• ألم خفيف، وقد يتفاقم في المواقف الآتية:
  • يزداد الألم على مدار اليوم، مع التنبيه على أنه نادرًا ما يحدث الألم ليلًا.
  • يصبح الألم أكثر شدة عند الجلوس لفترة طويلة، مثل: رحلة في السيارة لمسافات طويلة.
  • يزداد عند الجماع، أو الإجهاد، أو عند التغوط.
• الشعور بالضغط في أقصى المستقيم.

3. أعراض ألم المستقيم العابر

يصاحبه بعض الأعراض، مثل:

• الألم.
• التشنج.
• التعرق.
• الشحوب.
• عدم انتظام دقات القلب.
• الحاجة إلى التبرز مع عدم القدرة على إخراج البراز.

من أبرز الأسباب الشائعة والمؤدية لألم وظيفي من مصدر شرجي مستقيمي، ما يأتي:

1. أسباب رافعة الشرج

على الرغم من أن السبب غير دقيق إلا أنه في الغالب قد يكون ناتج عن التوتر المزمن لعضلات قاع الحوض، ويمكن تحديدها من خلال زيادة توتر عضلات العانة.

كما أن التشنج العضلي في قاع الحوض وارتفاع ضغط الشرج أثناء الراحة وخلال عملية التغوط من العوامل المؤدية لألم رافعة الشرج.

2. أسباب ألم المستقيم العابر

يشمل الآتي:

• تقلصات تشنجية في المستقيم.
• تقلصات تشنجية في قاع الحوض.
• متلازمة القولون العصبي.
• الحساسية الغذائية، مثل: المحليات الصناعية، والكافيين.

2. أسباب أخرى

مثل:

• البواسير الخارجية، وقد يكون الألم محسوس ويستمر من 48 - 72 ساعة ثم يخف تلقائيًا.
• سرطان المستقيم إذا كان في حالات متقدمة للغاية.
• سرطانات الشرج قد تسبب الألم في العضلة العاصرة.
• العدوى خاصة إذا بدأ الألم الشرجي بالتدريج وأصبح مؤلمًا على بضعة أيام.
• حالة طارئة، مثل: تعفن الدم خاصة إذا كانت مصحوبة بآلام الشرج، والحمى، وعدم القدرة على التبول.

3. عوامل الخطر المؤدية لألم وظيفي من مصدر شرجي مستقيمي

وتشمل الآتي:

• الولادة.
• الجراحة.
• اضطرابات القلق والتوتر.
• الاكتئاب.
• استئصال الرحم.
• الانزلاق الغضروفي القطني (Spinal disc herniation).
•  الاستئصال الأمامي المنخفض من سرطان المستقيم.
• العمر وخاصة 30 - 60 عامًا.

من أبرز المضاعفات التي قد تكون ناتجة عن ألم وظيفي من مصدر شرجي مستقيمي، هي: سرطان القولون أو سرطان المستقيم.

تشمل طرق تشخيص ألم وظيفي من مصدر شرجي مستقيمي، الآتي:

1. الفحص البدني

يتأكد الطبيب من الأعراض التي يعاني منها المريض، مثل: ألم في المستقيم وعما إذا كان الألم الذي يشعر به مزمن أو متكرر؟ وما هي مدة الألم؟ وهل يوجد ألم عند الضغط على العانة؟

2. الجس الشرجي

وقد يقوم الطبيب بالجس الشرجي لتقيم:

• العضلة العاصرة الشرجية.
• الزاوية الشرجية.
• التأكد من البراز في المستقيم وملمسه.
• انقباض الجوانب الخلفية لعضلات قاع الحوض.
• التأكد من تقييم موقع وحركة العصعص.

3. التقييم الوظيفي

يتم إجراء تقييم وظيفي في وضع الاستلقاء والجلوس للسماح بإعادة إنتاج البراز للمريض دون التخلص منه تمامًا، للتأكد من ارتخاء قاع الحوض والعضلة العاصرة الشرجية، كما أنه قد يقوم الطبيب بإثارة تقلصات في هذه المنطقة أثناء الفحص والتعرف على وضعيات الجلوس التي يستخدمها المريض أثناء عملية التبرز.

ويتم من خلال هذا الفحص ملاحظة الطريقة التي يرتفع بها الضغط داخل البطن وتأثيره على جدار البطن.

4. فحص المستقيم الرقمي

يُجرى هذا الفحص تحديدًا للذكور لتحسس البروستاتا بالإضافة إلى التقييم الرقمي للتأكد من وجود ألم أم لا عند الضغط على العضلة الرافعة للشرج، ولتحديد أي كتلة محسوسة.

5. إجراء تنظير الداخلي للشرج

يتم من خلال هذا الإجراء تصوير محيط القناة الشرجية بالكامل من خلال إدخال أنبوب رفيع ومرن يوجد به كاميرا للنظر إلى بطانة المستقيم.

6. فحوصات أخرى

مثل:

• التنظير السيني.
• تخطيط التبرز.
• الفحص البصري لتشخيص الشق الشرجي.
• التصوير بالموجات فوق صوتية.
• التصوير المقطعي المحوسب لاستبعاد أي أمراض أخرى.

تشمل الطرق العلاجية ما يأتي من الخيارات:

1. علاج ألم وظيفي من مصدر شرجي مستقيمي

في الغالب يتأكد الطبيب من الألم الذي يعاني منه المرض عما إذا كان ألم حميد، ثم يوصي بإجراء بعض التغييرات في نمط الحياة، وهي:

• تغيير النظام الغذائي، وإضافة الأطعمة التي تحتوي على الألياف والملينات.
• يوصى بالعلاج الطبيعي لقاع الحوض للتخفيف من الألم.
• يعد البوتوكس باستخدام التوكسين البوتولينوم (Botulinum Toxin A) بديل ناجح للتخفيف من آلام الشرج الوظيفية المزمنة.
• يصف الطبيب في بعض الأحيان مضادات الهيستامين للتخفيف من الحكة.

2. علاج رافعة الشرج

من أبرز العلاجات المستخدمة:

• التدليك لعضلات الرافعة الشرجية.
• حمام المقعدة.
• مرخي للعضلات، مثل: ميثوكاربومول (Methocarbamol)، وديازيبام (Diazepam)، وسيكلو بينزابرين (Cyclobenzaprine). 
• التحفيز الكهربائي الجلفاني (Electrogalvanic stimulation-EGS).
• تحفيز العصب العجزي (Sacral nerve stimulation).
• تدريب الارتجاع البيولوجي.

3. علاجات أخرى

وبشكل عام يتم تعليم المرضى الذين يعانون من صعوبة أثناء عملية التغوط لاستخدام إجراء الإخلاء الذي يعزز الاسترخاء في العضلة العاصرة الشرجية وتقليل الضغط على المثانة وقاع الحوض.

وأيضًا يتم استخدام الحجاب الحاجز للمساعدة في رفع الضغط داخل البطن، أما إذا كان هناك حاجة إلى المزيد من الضغط فيمكن تدريب المريض على استخدام البطن المستعرضة لرفع الضغط وتوجيه الدفع للخلف.

ويمكن استخدام العلاج اليدوي لتغيير قوة العضلات والتخفيف من الألم، وهو:

• تحريك العصعص وتوسيع العضلة العاصرة الشرجية عبر فتحة الشرج.
• يمكن الضغط على الجزء العلوي من منطقة العجان لإجراء الإخلاء بشكل صحيح.
• يعد تدليك الأمعاء أو البطن أسلوبًا يدويًا يمكن لأخصائي العلاج الطبيعي القيام به.

من أبرز طرق الوقاية من ألم وظيفي من مصدر شرجي مستقيمي وللتخفيف من الأعراض الأخرى، ما يأتي:

• تظهر بعض المخاوف لدى المريض عند وجود ألم وظيفي من مصدر شرجي مستقيمي، وعلى الرغم من أن معظم الحالات التي تصيب الشرج والمستقيم قد تكون حميدة ويسهل علاجها، إلا أنه من الأفضل استشارة الطبيب بين الفترة والأخرى للتأكد من عدم وجود أي شيء خطير.
• ينصح بعدم الإفراط في استخدام بعض المنتجات، مثل: الصابون، والعطور لتنظيف المنطقة التي حول الشرج حيث أنها قد تكون حساسة وقد تؤدي إلى تفاقم الحالة.
• يفضل عدم ارتداء الملابس الضيقة جدًا، حتى تتمكن منطقة الشرج من التنفس.
• يعد النظام الغذائي الجيد وشرب الكثير من الماء من الطرق التي تمنع ألم المستقيم وأعراضه.