العوساء

Diphyllobothrium latum

برعاية sponsered by
محتويات الصفحة

العوساء أو الشريطية العريضة أو ما تُسمى دودة السمك هي دودة من فئة الشريطيات، تُسبب للإنسان العديد من المشكلات الصحية في حال وصولها إلى الأمعاء، وهي أطول دودة شريطية يُمكن ان تُصيب البشر، إذ يبلغ متوسط طولها 10 أمتار.

تتواجد العوساء في الأسماك وفي العديد من الحيوانات وخاصةً المصنفة بالثدييات، ويوجد عدة أنواع منها أبرزها العوساء المتواجدة في سمك السالمون.

تتكون دودة العوساء البالغة من 3 أجزاء، وهي: الرأس، والرقبة، والجزء السفلي، ويحتوي كل جانب لهذه الدودة على شق يُسهل عليها عملية الالتصاق بأمعاء الإنسان والعديد من الحيوانات، مثل: الكلاب، والقطط، والدببة.

دورة حياة العوساء

في ما يأتي سيتم ذكر دورة حياة العوساء، وذلك لفهم آلية وصولها للإنسان:

  1. يتم خروج البيوض من جسم أحد المُصابين إنسان أو حيوان نتيجة إصابة مُسبقة بالدودة، وقد يتم التبرز في المياه.
  2. تفقس البيوض في المياه مُشكلة اليرقات.
  3. تتناول الأسماك المتواجدة في المياه هذه اليرقات كنوع من الغذاء لها، لكن هذه اليرقات لا تخرج من الأسماك أو تموت داخل أجسادها إنما تنتقل إلى لحم الأسماك وتستقر به.
  4. يتم صيادة الأسماك وتناولها من قبل الإنسان أو الحيوان لتنتقل هذه اليرقات إلى الجهاز الهضمي للكائن المُتناول لها، وهذا يحدث للإنسان على وجه التحديد في حال تناول الأسماك النيئة.
  5. تكبر اليرقات في الأمعاء لتُصبح عوساء بالغة تلتصق بقوة في جدار الأمعاء الدقيقة عن طريق الشقوق الجانبية المتواجدة بها، وليس هذا فحسب بل لا تتكاثر أيضًا مما يُسبب العديد من المضاعفات.
  6. يتم التبرز من قبل الكائن المُصاب ليخرج منه العديد من البويضات، ووصول هذا البراز إلى المياه التي تعيش فيها الأسماك يؤدي إلى تكرار الدورة والعودة إلى رقم 1 من جديد.

أعراض العوساء

عادةً الأشخاص المُصابين بدودة العوساء أو أي نوع آخر من الديدان الشريطية لا يُعانون من أي أعراض، وهذا ما يجعلها تنمو وتكبر وتبقى في الجسم لسنوات عديدة دون الشعور بوجودها، لكن في بعض الأوقات ولدى بعض الأشخاص قد تظهر الأعراض الآتية:

  • الغثيان.
  • آلام البطن المفاجئة، وتمتاز هذه الآلام أنها تأتي تارة وتختفي تارةً أخرى لمدة زمنية غير مُحددة لتعود بعد ذلك من جديد.
  • الضعف والتعب، إذ يُصبح المُصاب غير قادر على أداء واجباته اليومية بنشاط كما السابق.
  • الإسهال.
  • الدوخة.
  • اشتهاء الملح والأطعمة المالحة عمومًا.
  • فقدان الشهية.

في حال شكلت العوساء أكياس في الأنسجة فإن المزيد من الأعراض ستظهر، وهذه الأعراض هي:

  • الصداع المستمر.
  • نتوءات قد تظهر على جدار البطن.
  • آلام أكثر حدة من ألم البطن المُعتاد عليه.

أسباب وعوامل خطر العوساء

السبب الرئيس وراء الإصابة بدودة العوساء هو تناول الأسماك النيئة، أو المطهوة نصف استواء، وهذا ما تم توضيحه سابقًا بدورة حياة هذه الدودة.

قد يتم التساؤل هل يُمكن أن تنتقل هذه الدودة من إنسان إلى إنسان عبر تلوث بعض الأدوات والأطعمة والمشروبات ببراز المُصاب المُحمل ببيوض هذه الدودة؟

الإجابة هي لا، فحتى تعيش هذه الدودة في أمعاء الإنسان يجب أن تدخل جسم الإنسان وهي في طور اليرقة، أما طور البيوض فالمعدة بأحماضها قادرة على التخلص من هذه البيوض وتحطيمها.

هذا أمر جدًا جيد فلو كان الأمر كذلك لأصبحت هذه الدودة حالة وبائية شديدة جدًا.

مضاعفات العوساء

تتمثل أبرز مضاعفات الإصابة بدودة العوساء في ما يأتي:

1. فقر الدم الناتج من نقص فيتامين ب12

يوجد العديد من أنواع فقر الدم وأحدها فقر الدم الناتج من نقص فيتامين ب12، وهذا النقص قد يكون من وراء الإصابة بالعوساء، حيث تمتص العوساء 80% من فيتامين ب12 المتواجد في الأطعمة المتناولة، وهذا يعني عدم بقاء إلا القليل لجسم الإنسان.

2. فقر الدم الناتج من نقص الحديد

كما الأمر في فقر الناتج من نقص فيتامين ب12، فإن العوساء تأخذ نسبة كبيرة من الحديد مُسببة بذلك فقر الدم الناتج من نقص هذا العنصر.

3. انسداد الأمعاء

بسبب حجم ديدان العوساء وكثرتها فإنها مع الوقت ستُسبب انسداد في الأمعاء مؤديًا ذلك للمزيد من الأضرار والمضاعفات التي تمثلت في الآتي:

4. اختلال في وظائف الأعضاء

عندما تنتشر العوساء بين أنسجة الجسم وتكون لنفسها أكياس فإن هذا بتأكيد سيؤدي إلى خلل في وظيفة النسيج والعضو المُصاب، وهذه الحالة في أسوأ حالاتها قد تؤدي إلى الوفاة، لكن هذا النادر الحدوث.

تشخيص العوساء

يتم تشخيص الإصابة بالدودة العوساء والديدان الشريطية كافة من خلال الآتي:

1. فحصوات تختص باكتشاف الدودة العوساء

تمثلت هذه التشخيصات في ما يأتي:

  • فحص عينة البراز

يتم أخذ عينة براز من المُصاب، ويتم تحليلها تحت المجهر لمُشاهدة ما تحتويه، ويُمكن لفني المختير معرفة شكل بيوض هذه الدودة وقطع جسم الدودة الشريطية العوساء إن وُجدت بسهولة.

نظرًا لأن أوقات خروج البيوض من الديدان العوساء غير معروفة فإن الفني قد يحتاج إلى أخذ عينتين أو أكثر من البراز في أيام مختلفة، وذلك للتأكد 100% من النتيجة وخاصةً إن كانت نتيجة العينة الأولى سلبية.

  • فحص مضادات الديدان الشريطة

يُمكن إجراء فحص للدم يختص بمعرفة وجود المضادات الخاصة بدودة العوساء، وفي حال وجود هذه المضادات فإن الشخص يُعاني من الدودة العوساء.

  • الفحص بالتصوير

يُمكن أن يتم تعريض المُصاب بآلام بطن شديدة إلى التصوير بأحد التقنيات الآتية بهدف مشاهدة ما تحوه الأمعاء من تغيرات وطفيليات:

  1. التصوير المقطعي المحوسب.
  2. التصوير بالرنين المغناطيسي.
  3. التصوير بالأشعة السينية
  4. الموجات الصوتية، وهذا يختص للكشف عن الأكياس التي كونتها الدودة إن وُجدت.

2. فحوصات خاصة بالأعراض

قد يُجري الطبيب بعد التأكد من الإصابة بالدودة العوساء العديد من الفحوصات لمعرفة ما حال بالجسم من تغيرات نتيجة الاعراض، وأبرز هذه الفحوصات الآتي:

علاج العوساء

يتم علاج دودة العوساء كما الآتي:

1. علاج يختص بدودة العوساء

يتم عادةً علاج دودة العوساء وكافة الديدان الشريطية بالطرق الآتية:

  • العلاج بالأدوية

يتم العلاج بالأدوية التي يتم تناولها فمويًا بهدف قتل تلك الديدان وتقطيعها و إخراجها عبر البراز، وأبرز هذه الأدوية الآتي:

  1. برازيكوانتيل (Praziquantel).
  2. نيكلوساميد (Niclosamide).
  3. بيندازول (bendazole).
  4. نيتازوكسانيد (Nitazoxanide).
  • العلاج الجراحي

هذا العلاج جدًا نادر لكنه موجود، إذ يتم هذا الإجراء بهدف إزالة الأكياس التي كونتها الديدان العوساء، كما أنه في بعض الحالات يهدف إلى إزالة الديدان من عضو مُحدد، وهذا قد حدث بحالة نادرة لشخص أمريكي تم استئصال الدودة الشريطية من دماغه.

2. علاج المضاعفات الناتجة من الدودة العوساء

في حال أدت دودة العوساء إلى مضاعفات فيجب علاج هذه المضاعفات، وذلك يكون كما الآتي:

  • وصف المكملات الغذائية مثل: الحديد، وفيتامين ب12 في حال الإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص أحد منهما.
  • وصف الأدوية المُسهلة للتخلص من قطع الدودة بشكلٍ أسرع.
  • وصف مسكنات الآلام في حال كان المغص شديد.

3. العلاج الطبيعي

يهدف العلاج الطبيعي إلى تخليص الجسم من الآلام والمغص على وجه التحديد بالطرق الطبيعية، لذا يُمكن شرب منقوع كل من الأعشاب الآتية:

  • البابونج.
  • الميرامية.
  • النعناع.
  • الزنجبيل.

الوقاية من العوساء

يُمكن الوقاية من الدودة العوساء من خلال اتباع الإرشادات الآتية:

  • طهي الأسماك جيدًا قبل تناولها.
  • شراء الأسماك التي يتم تناولها نيئة من مصادر موثوقة، وهذا لا يُنصح به، لكن يجب التنيوه للأشخاص الذين يرغبون بذلك.
  • يجب المحافظة على النظافة الشخصية عمومًا، فإنها تُفيد جدًا في حماية الجسم من العديد من الملوثات البكتيرية والفيروسية وكذلك الطفيلية.