القلب اليميني
Dextrocardia
القلب اليميني هي حالة خلقية نادرة يكون فيها القلب متجهًا إلى جهة اليمين بدلًا من جهة اليسار (موقعه الطبيعي)، والقلب اليميني لا يميز بين عرق أو جنس أو منطقة سكن، فهو يُصيب جميع الفئات بنفس النسب.
أنواع القلب اليميني
يوجد نوعين من القلب اليميني وهما كما الآتي:
1. انعكاس القلب لوحده (Dextrocardia situs inversus)
في هذه الحالة يكون القلب منعكسًا في جهة اليمين لوحده دون انعكاس أي أعضاء أخرى، وهذه الحالة غالبًا تترافق مع عيوب أخرى خلقية.
هذه الحالة تُصيب ما يُقارب 1 من بين كل 12000 طفل، وهي حالة معروفة طبيًا بكثرة.
2. انعكاس القلب الموضعي الكلي (Dextrocardia with situs inversus totalis)
في هذه الحالة يكون القلب منعكسًا إلى جهة اليمين مع مجموعة من أعضاء الجسم أي أن الأمر أشبه بالمرأة، إذ يكون الكبد والطحال والأعضاء الأخرى الواقعة في يسار الجسم طبيعيًا متجهة لليمين، والأعضاء الواقعة في جهة اليمين تُصبح واقعة في اليسار.
هذه الحالة قد لا يرافقها أي أمراض أو أعراض، فالجسم يكون طبيعي 100% لكنه معكوس، وتسمى هذه الحالة انعكاس الموقع الكلي، وهذه الحالة تُصيب ما يُقارب 1 من بين 10000 طفل.
أمراض تترافق مع القلب اليميني
تترافق حالة القلب اليميني عادةً عدة أمراض خلقية، ومن أبرزها الآتي:
1. متلازمة كارتاجير (Kartagener syndrome)
متلازمة كارتاجينر هي اضطراب وراثي يؤثر على أهداب الجيوب الأنفية والقصبات مُسببًا لها الالتهابات، والأهداب هي شعيرات ناعمة تنقي الهواء من الملوثات، ووجود خلل في هذه الأهداب هو من يُعرض القصبات الهوائية والرئة عمومًا للالتهابات.
متلازمة كارتاجينر تتواجد بنسبة 20% مع الأشخاص الذين يمتلكون قلب يميني.
2. متلازمة التوضع المغاير (Heterotaxy syndrome)
متلازمة التوضع المغاير هي حالة خلقية تُسبب خلل في الأعضاء والأوعية الدموية أثناء تكون الجنين، وغالبًا يُعاني المُصابين بهذه الحالة من الآتي:
- خلل في استدراة الأمعاء.
- تشوهات وريدية جهازية.
- الوصلات الوريدية الرئوية الشاذة.
- انقطاع الطحال.
3. رتق الصمام ثلاثي الشرف Tricuspid atresia
رتق الصمام ثلاثي الشرف هي عيب خلقي فيه يفشل الصمام ثلاثي الشرف في التطور، وينتج عن هذا منع الصمام ثلاثي الشرف عودة الدم إلى الأذين الأيمن من البطين الأيمن.
أعراض القلب اليميني
غالبًا القلب اليمني الذي لا يُعاني من تشوهات أخرى لا يُظهر أي أعراض على الجسم، وإنما يتم اكتشافه بمحض الصدفة أثناء تشخيص حالة طبية أخرى.
أما في حال كان القلب اليميني يُعاني من تشوهات أخرى، فقد تظهر الاعراض الآتية:
1. عدم نمو الطفل طبيعيًا
في حال كان القلب يُعاني من مشكلات تُسبب نقص تروية الأكسجين له، فإن نمو الطفل سيتأثر ويُصبح أقل طولًا ووزنًا من أقرانه، وهذه الحالة غالبًا ينتج عنا تأثيرات سلبية على الكبد مُسببًا ذلك اليرقان وهو اصفرار الجلد والعينين.
2. انخفاض مناعة الجسم
غالبًا القلب اليميني ذو التشوهات الأخرى يترافق مع انعدام وجود الطحال في الجسم، ويُعدّ الطحال جزء هام في العملية المناعية، وعدم وجوده يعني تعرض الجسم للعديد من الأمراض نتيجة العدوى.
3. أعراض أخرى
قد تتمثل الأعراض الأخرى في ما يأتي:ت
- صعوبة التنفس.
- ازرقاق لون الشفتين، وأحيانًا الجسم كاملًا.
- التعب مباشرةً بعد القيام بمجهود جدًا بسيط.
- عدم اكتساب الوزن.
أسباب وعوامل خطر القلب اليميني
السبب وراء الإصابة بالقلب اليميني غير واضح وغير معروف، فهي تحدث أثناء تطور الجنين خلال الأسابيع الأولى من الحمل نتيجة خلل في جينات القلب.
نظرًا لأن الجينات المتنحية هي السبب العلمي في الحالة فإن الجنين يكون قد اكتسب جينات غير طبيعية من كلا الوالدين ليطور هذه الحالة في جسده.
مضاعفات القلب اليميني
في حال كان القلب اليميني يترافق مع تشوهات خلقية أخرى، فإن المضاعفات ستتمثل في الآتي:
1. التعرض لالتهابات الرئة المتكررة
في حالة كان القلب اليميني مرافقًا لمتلازمة كارتاجينر فإن التعرض لأمراض الرئة والتهابها يزداد بشكلٍ كبير.
2. اضطرابات الأمعاء
في حال كان يُعاني المُصاب بالقلب اليميني من سوء استدراة الأمعاء، فإن المضاعفات ستكون جدًا عديدة على الجسم، إذ تظهر العلامات الآتية على المصاب:
- آلام البطن.
- انتفاخ البطن.
- عدم القدرة على الإخراج، وهذا يؤدي إلى موت الرضيع إن لم تُكتشف الحالة مباشرة بعد ولادته.
3. مضاعفات أخرى
قد تحدث المضاعفات الآتية أيضًا لمُصابي القلب اليميني:
- اضطرابات المريء.
- اضطرابات الأوعية الدموية وعدم تروية الأعضاء مما يُسبب ضعفها.
- فشل القلب الاحتقاني
- العقم عند الذكور في متلازمة كارتاجينر.
تشخيص القلب اليميني
يتم تشخيص القلب اليميني من خلال الطرق الآتية:
1. تخطيط كهربية القلب (ECG test)
في حالة شك الطبيب أن الرضيع يمتلك قلب يميني نتيجة سماع دقات القلب من جهة اليمين وليست اليسار، فإنه يوصي بالتخطيط كهربية القلب، ليُلاحظ أن موجات كهربائية القلب المعكوسة في القلب اليميني.
2. التصوير بالأشعة السينية
يتم التصوير بالأشعة السينية بعد تخطيط كهربية القلب للتأكد 100% من التشخيص.
3. التصوير بالرنين المغناطيسي
التصوير بالرنين المغناطيسي لا يهدف إلى تشخيص مكان القلب، فالفحوصات السابقة أثبتت ذلك، والهدف من هذا التصوير معرفة تفاصيل القلب لتحديد إن كان يُعاني من تشوهات أخرى أم فقط موقعه متغير.
غالبًا يشمل التصوير بالرنين المغناطيسي تصوير المنطقة الصدرية ومنطقة البطن كاملةً لتشخيص التشوهات الأخرى التي تترافق مع القلب اليميني عادةً.
علاج القلب اليميني
القلب اليميني ليس بحاجة لعلاج إن لم يكن يُعاني من تشوهات خلقية، فإن كان سليم فسيقوم بعمله على أكمل وجه دون أي مشكلات، وربما يموت المُصاب به دون أن يعلم أنه يمتلك قلب في الجهة اليمنى ما دام لم يتعرض لصور تشخصية في حياته.
في ما يأتي سيتم ذكر علاج التشوهات الخلقية المرافقة للقلب اليميني إن وُجدت:
1. علاج تشوهات القلب اليميني الداخلية
يتم علاج الثقوب أو عيوب الأوعية الدموية المتواجدة في القلب من خلال العمليات الجراحية، إذ يقوم الطبيب بإجراء شق كامل للصدر لعلاج الخلل قدر المُستطاع.
بعد الجراحة سيصف الأطباء مجموعة من الأدوية التي تُحسن سرعة ضربات القلب.
2. علاج عدم وجود الطحال
في حال كان القلب يميني يترافق مع عدم وجود الطحال، فإن الطبيب غالبًا يسيصف المضادات الحيوية للحد من التعرض للعدوى قدر المُستطاع.
3. علاج سوء استدراة الأمعاء
ذُكر سابقًا أن متلازمة ه قد تؤدي إلى سوء استدراة الأمعاء، وهي حالة قد ينتج عنها انسداد في الأمعاء مما يمنع خروج الفضلات، فالعلاج يكمن هنا بإجراء عملية جراحية لتصحيح الاختلالات الحادثة في الجهاز الهضمي.
الوقاية من القلب اليميني
لا يُمكن الوقاية من التشوهات الخلقية عمومًا كونها غير معروفة السبب، لكن اتباع الحامل نمط حياة صحي قد يحد من التشوهات الخلقية للجنين عمومًا ومنها تشوه القلب اليميني.
ليتمتع الحمل بأنماط حية يجب اتباع الإرشادات الآتية:
- تناول الأطعمة المفيدة وذات العناصر الغذائية الهامة للجسم، والابتعاد عن الأطعمة الضارة، وخاصةً تلك التي تحتوي على عناصر سامة، مثل: الزئبق، والمواد الحافظة.
- شرب المزيد من الماء، بحيث يجب أن لا تقل كمية الماء المشروبة عن 8 أكواب.
- ممارسة الرياضة الخاصة بالحامل، والإكثار من التمارين النفسية مثل: اليوغا، والتنفس العميق.
- النوم بعدد ساعات كافي لا يقل عن 7 ساعات يوميًا، ويُفضل أن يكون النوم منتظمًا.
- الابتعاد عن الضغوطات النفسية قدر المُستطاع.
- الإقلاع عن التدخين.
- تجنب شرب الكحول أو المواد مخدرة.