ضربات قلب هاربة

Escape Heart Beat

برعاية sponsered by
محتويات الصفحة

ضربات قلب هاربة تُعرّف بأنها ضربة من مصدر خارجي أي أن مصدرها ليس العقدة الجيبية الأذينية (Sinus node)، تحدث في وقت متأخر عن المتوقع لظهور ضربات القلب التالية بحسب معدل نظم القلب الأساسي.

من الممكن ظهور ضربات القلب البطينية الهاربة كضربة وحيدة، أو كضربتين هاربتين متتاليتين، والحالة التي تظهر فيها سلسلة متتابعة من ثلاث ضربات قلب هاربة أو أكثر تسمى نظمُ الإفلات (Escape rhythm).

في الواقع ضربة القلب الهاربة هي ظاهرة ثانوية وتعمل كآلية إنقاذ، وهي تمنع التوقف الأكثر طولًا لنبض القلب، ويُمكن أن تكون الضربة الهاربة فوق أذينية أي من منطقة العقدية الأذينية البطينية، أو بطينية.

تتواجد على طول جهاز التوصيل عدة ناظمات (Pacemaker) بسرعة ذاتية مختلفة، كما أنها مختلفة في رد الفعل على تحفيزات الجهاز العصبي المستقل (Autonomic nervous system).

ناظمة القلب الطبيعية هي مجموعة خلايا قادرة على إنتاج تفعيل ذاتي دوري بسرعة معينة والتسبب بتشغيل كل العضلة في القلب بهذه السرعة، في الوضع السليم تُشكل العقدة الجيبية ناظمة القلب الأساسية، وسرعة النظم الداخلي من هذه الناظمة هي الأعلى ولذلك تؤدي إلى إبطال فاعلية الناظمات الأخرى.

الوظيفة الفيسيولوجية لباقي الناظمات هي البقاء في موضع الانتظار، أي أن تكون جاهزة لأخذ القيادة في حال فشل جهاز الإنظام السليم في القلب، وتُحدد هذه الناظمات سرعة ضربة القلب الهاربة.

يُمكن التمييز بين أنواع الناظمات بحسب سرعتها، وبحسب عرض المُرَكّب في تخطيط كهربائية القلب، وعندما يكون مصدر الإنظام من العقدة الأذينية البطينية يكون عرض المُرَكّب ضيقًا بينما يكون هذا المركّب عريضًا في الناظمة الخارجية.

نَظمُ الإفلات الخارجي معرّفة بأنها ثلاث ضربات قلب أو أكثر مصدرها ليس العقدة الجيبية، وبسرعة أبطأ من نظم القلب الأساسي.

يتشكل هذا النظم كرد فعل على بطء القلب (Bradycardia)، أو على وجود حاصر ما، ووظيفته الحفاظ على النشاط الحيوي للقلب وأن يضمن أن يكون النتاج القلبي (Cardiac Output) كافيًا.

مميزات النظم الخارجي تشبه تلك الخاصة بالضربة الهاربة، كما يتم تصنيف هذا النظم أيضًا كإفلات أذيني بطيني (AV junctional escape rhythm)، أو بطيني (Ventricular escape rhythm).

أنواع نظم الإفلات الخارجي

كما ذكرنا هناك نوعان رئيسان، وهما:

1. نَظم إفلات وصلي أذيني بطيني

هو نظم خارجي مصدره من العقدة الأذينية البطينية، وفي تخطيط كهربائية القلب (Electrocardiography) يُمكن رؤية مركّبات ضيّقة في كيو آر إس (QRS) بسرعة 40 - 60 في الدقيقة، وأحيانًا يُمكن رؤية أمواج ب رجوعيّة (P Retrograde) أي أن اتجاه توصيلها من الأسفل إلى الأعلى، وقادرة على استباق مركّبات والاختباء في داخلها، أو الظهور في آخره.

يُمكن وقوع أحداث هذا النظم بسبب تحفيز مُبهمي (Vagal stimulation) قوي ولذلك فهي شائعة لدى الأطفال، أو الرياضيين، كما يُمكن أن تكون ثانوية لبطء القلب ولحصر أذيني بطيني، أو علامة مبكرة على تسمم بديجوكسين (Digitalis intoxication) وهي جنس من الأعشاب الطبية المقوية للقلب.

2. نَظم إفلات بطيني

يتميز بمركّب كيو آر إس عريض بسرعة 20 - 40 في الدقيقة، ويكون الحصر بدرجة ثالثة للعقدة الأذينية البطينية هو مسبب شائع لهذا النبض.

أعراض ضربات قلب هاربة

من أبرز العلامات التي تُشير إلى ضربات القلب الهاربة ما يأتي:

  • التعب.
  • الإغماء.
  • الدوار.
  • رفة في القلب.
  • الشعور بضربات القلب.
  • الشعور بوجود طرق في القلب.

أسباب وعوامل خطر ضربات قلب هاربة

هناك العديد من الأسباب التي تُؤدي إلى ضربات القلب الهاربة، وهي:

1. العامل الرئيس للمرض

العامل المسبب للضربات الهاربة هو التأخر في إنتاج الدفعة (Impulse) الكهربائية لنظم القلب الأساسي، أو في توصيلها نتيجة لتوقف نشاط الجيب (Sinus arrest) من حاصر جيبي أذيني، أو من حاصر أذيني بطيني.

هناك مصدران يُسببان ضربات قلب بطينية هاربة:

  • الناظمة من منطقة العقدة الأذينية البطينية القادرة على إنتاج 40 - 60 نبضة في الدقيقة.
  • الناظمة البطينية على طول جهاز التوصيل البطيني مع قدرة إنظام بسرعة 20 - 40 نبضة في الدقيقة.

وللمقارنة فإن سرعة إنظام العقدة الجيبية الطبيعية هي 60 - 100 نبضة في الدقيقة.

2. عوامل أخرى تُسبب المرض

هناك العديد من العوامل المرضية التي قد تُسبب حدوث ضربات القلب الهاربة، هي:

  • بطء شديد في نبض القلب.
  • توقف الجيب (Sinus arrest).
  • انسداد الجيوب الأذينية.
  • انسداد عالي من الدرجة الثانية في الجيب الأذيني البطيني (High grade second degree AV block).
  • الدرجة الثالثة من انسداد الجيب الأذيني البطيني.
  • ارتفاع تركيز البوتاسيوم في الدم.
  • تناول بعض الأدوية، مثل: حاصرات بيتا، وحاصرات قنوات الكالسيوم، والديجوكسين (Digoxin).

مضاعفات ضربات قلب هاربة

لا توجد مضاعفات مدروسة في المصادر والتي تنتج بسبب ضربات القلب الهاربة.

تشخيص ضربات قلب هاربة

يتم تشخيص الإصابة بضربات القلب الهاربة باستخدام الطرق الآتية:

  • تخطيط كهربائية القلب: حيث يمكن الكشف عن ذلك من خلال مركّب كيو آر إس، حيث يظهر المركب بطريقة مختلفة عن الطبيعي.
  • تخطيط صدى القلب: يُظهر التخطيط صورة واضحة لتفاصيل القلب وتركيبه والمشاكل الموجودة فيه.
  • فحص هولتر: يتم من خلال ذلك قياس نبضات القلب مدة 24 - 48 ساعة.
  • قسطرة الشرايين التاجية (Coronary angiography): يتم استخدام الأشعة السينية للكشف عن تدفق الدم في القلب.
  • فحوصات تصويرية: مثل: التصوير المقطعي المحوسب (CT scan)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).

علاج ضربات قلب هاربة

في معظم الحالات يكون العلاج ليس ضروريًا، وغالبًا تختفي الأعراض من تلقاء نفسها، أما إذا زادت الأعراض فيعتمد الطبيب في العلاج على المسبب الأساسي.

1. العلاج الدوائي

إذا كان المريض قد أُصيب بنوبة قلبية، أو قصور في القلب في الماضي فقد يصف الطبيب دواء من حاصرات بيتا (Beta blockers)، أو أدوية أخرى.

2. التدخل الجراحي

إذا كان المريض مصابًا بمرض في القلب فقد يقترح الطبيبك رأب الأوعية الدموية (Angioplasty)، حيث يتم استخدام بالون لفتح الوعاء الدموي ضيق، أو جراحة المجازة التاجية (Bypass surgery).

الوقاية من ضربات قلب هاربة

يُمكن الوقاية من ضربات القلب الهاربة وتجنب الأعراض التي تُرافق المرض عن طريق اتباع الآتي:

  • الابتعاد عن شرب الكحول، والكافيين.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • ممارسة الرياضة بانتظام بعد سؤال الطبيب عن نمط الرياضات المسموحة.
  • الابتعاد عن التوتر في حال كان هو السبب في الشعور بالمرض من خلال رياضات الاسترخاء، والتأمل، واليوغا.