مستوى مرتفع من ناقلات الأمين

قبل البدء بتعريف المقصود بمستوى مرتفع من ناقلات الأمين، لا بّد من معرفة نبذة عن ناقلات الأمين لفهم الأمر بسهولة.

ناقلات الأمين هي نوع من الإنزيمات المهمة لتخليق الأحماض الأمينية، والتي تُعدّ اللبنات الأساسية للبروتين، وعادةً يتم استخدام مصطلح ناقل أمين للإشارة إلى واحد من اثنين من الإنزيمات المحددة، وهما:

• ناقلة أمين الأسبارتات (AST).
• ناقلة أمين الألانين (ALT).

تتواجد ناقلات الأمين في الكبد، وكذلك تتواجد بنسب أقل في الأعضاء الأخرى، مثل: عضلات الهيكل العظمي، والقلب، والكلى.

مستوى مرتفع من ناقلات الأمين يعني وجود إصابة مرضية في الكبد، أي أن ارتفاع مستوى ناقلات الأمين لا يُعدّ حالة طبية مُستقلة بذاتها بل هو عرض لوجود اختلالات صحية في الكبد يجب البحث عنها بتشخيصات أكثر عمق لمعرفتها.

وُجد أن 10% أو أعلى بقليل يُعانون من مستوى مرتفع من ناقلات الأمين، لكن 5% منهم هم من يُعانون من مشكلات خطيرة في الكبد.

في كثير من الحالات لا يترافق ارتفاع مستوى ناقلات الأمين مع أعراض أخرى، لكن في حالات أخرى قد يترافق مع الأعراض الآتية، وخاصةً إن كان المرض الحاصل في الكبد في مراحل متقدمة:

• التعب.
• ألم خفيف في البطن.
• حكة في الجلد.
• اليرقان، ويُقصد به اصفرار لون البشرة وكذلك بياض العيون.
• الغثيان والتقيؤ.
• لون بول داكن.
• آلام في المفاصل والعضلات.
• ارتفاع درجة حرارة الجسم.
• فقدان الشهية.
• تورم في الساقين والكاحلين.
• نزيف مفرط في حال الإصابة بجروح، وذلك بسبب الضعف الحادث في عملية تخثر الدم.
• لمعان في لون البراز.

مستوى مرتفع من ناقلات الأمين ينتج بسبب الإصابة بأحد الأمراض الآتية:

1. التهاب الكبد الفيروسي بكافة أنواعه

يوجد عدة أنواع من التهاب الكبد الفيروسي، وتشمل الآتي:

• التهاب الكبد من نوع أ.
• التهاب الكبد من نوع ب.
• التهاب الكبد من نوع ج.
• التهاب الكبد من نوع د.
• التهاب الكبد من نوع هـ.

هذه الأنواع الخمسة جميعها ناتجة عن إصابات بفيروسات التهابات الكبد، وهي تُصيب الإنسان من خلال عدة طرق كما الآتي:

• أسباب الإصابة بالتهاب الكبد من نوع أ ود

هذا النوع يُصيب نتيجة دخول الفيروس إلى الجسم من خلال الأطعمة الملوثة به.

• أسباب الإصابة بالتهاب الكبد من نوع ب، وج، وهـ

هذه الأنواع تنتج من خلال دخول الفيروس إلى الجسم من خلال أحد الطرق التالية: ممارسة الجنس، ونقل الدم، وتبادل الحقن الملوثة بالفيروس، واستخدام أدوات الشخص المُصاب، مثل: فرشاة الأسنان، وماكنة الحلاقة.

2. عدوى الفيروس المضخم للخلايا (CMV).

هذا الفيروس يُسبب التهاب للكبد وهو التهاب جدًا شائع، وعادةً يظهر على إثر الإصابة به تورم في اللوزتين وتورم في الغدد الليمفاوية.

3. مرض الكبد الدهني

يوجد في الكبد نسبة قليلة من الدهون في الوضع الطبيعي، لكن إن زادت هذه الدهون أدت إلى خلل في الكبد، وغالبًا يكثر هذه المرض عند مُدمني الكحول، أي أن الكحول المُسبب الرئيس له، وفي هذه الحالة يُطلق على المرض الكبد الدهني الكحولي.

أما بالنسبة لمرض الكبد الدهني غير الكحولي فهو غير معروف السبب، لكن توجد مجموعة من العوامل التي يُمكن لها أن تزيد احتمالية الإصابة بالمرض، وهي:

• البدانة.
• تناول كميات كبيرة من الدهون.
• تناول بعض الأدوية.

4. الأمراض الوراثية

توجد العديد من الأمراض الوراثية التي تؤثر على صحة الكبد مُسببة مستوى مرتفع من ناقلات الأمين، وأبرز هذه الأمراض الآتي:

• داء ترسب الأصبغة الدموية.
• الاضطرابات الهضمية.
• مرض ويلسون.
• التهاب الكبد غير الفيروسي.
• التهاب الكبد المناعي الذاتي.

مستوى مرتفع من ناقلات الأمين يعني وجود أمراض في الكبد كما ذُكر سابقًا، وهذه الأمراض قد تُسبب المضاعفات الآتية:

1. تليف الكبد

تليف الكبد هي حالة يتصلب بها الكبد بالتدريج، لينتج عن ذلك عدم قدرة الكبد على أداء وظائفه المتمثلة بتصفية الدم من السموم، وإفراز بعض أنواع الهرمونات.

2. سرطان الكبد

بعض أمراض الكبد تُحفز حدوث انقسامات غير طبيعية في خلايا الكبد، مؤديًا ذلك إلى الإصابة بالسرطان.

3. الوفاة

قد تكون نهاية أمراض الكبد وخاصةً في المراحل المتقدمة الوفاة.

مستوى مرتفع من ناقلات الأمين يتم تشخيصه كما الآتي:

1. الفحص البدني

لا يُمكن للفحص البدني أن يُشخص ويُحدد إن كان هناك ارتفاع في ناقلات الأمين، لكنه يُمكن أن يجعل الطبيب يُفكر في التوصية على إجراء فحوصات أخرى لتشخيص الارتفاع إن وُجد.

يتم الفحص البدني باستلقاء المريض على السرير ليبدأ الطبيب بقياس العلامات الحيوية في الجسم، وبعدها يتحسس منطقة الكبد، فقد يُلاحظ تضخم في الكبد، ليوصي بعدها مباشرة في إجراء الفحص التالي.

2. فحوصات وظائف الكبد

يتم إجراء فحص إنزيم ناقلة الأمين الألانين (ALT)، وفحص إنزيم ناقلة أمين الأسبارتات (AST)، وفي حال كانا مرتفعان فهذا يعني أن هناك ارتفاعًا في مستوى ناقلات الأمين.

لا يكتفي الطبيب غالبًا بهذه الفحوصات بل يطلب المزيد من فحوصات وظائف الكبد ليُتمكن من تحديد المرض المُسبب في ارتفاعها، ومن أبرز هذه الفحوصات الآتي:

• فحص إنزيم الفوسفاتاز القلوي (ALP).
• فحص الألبومين.
• فحص البروتين الكلي.
• فحص البيليروبين.
• فحص إنزيم ناقلة الببتيد غاما غلوتاميل (GGT).
• فحص إنزيم نازعة هيدروجين اللاكتات (LD).

يتم علاج الأمراض التي ينتج منها ارتفاع مستويات ناقلات الأمين بأحد الطرق الآتية:

1. الاكتفاء بالمراقبة

في بعض أنواع أمراض الكبد، مثل: التهابات الكبد الفيروسية، قد يكون العلاج المُقدم من فريق الرعاية الصحية هو مراقبة وضع الكبد والتطورات الحادثة به، وفي حال أصبح المرض يُشكل خطورة على المريض فقد يصف الطبيب العلاجات الأخرى.

هذا النوع من العلاجات لا يتم التطرق له سُدًا، لكن يتم التطرق له لعدم وجود أدوية معالجة للمرض، وحتى عند تقدم حالة الكبد المرضية، فإن العلاج يكون لتخفيف الأعراض وليس للمرض.

2. العلاج بالأدوية

العلاجات لأغلب أمراض الكبد تكون علاجات تختص بتخفيف الأعراض فقط، وتشمل هذه الأدوية عادةً مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل:

• أسيتامينوفين (Acetaminophen).
• إيبوبروفين (Ibuprofen).

في حالة كان ارتفاع ناقلات الأمين ناتج عن أمراض أخرى، مثل: اضطرابات الجهاز الهضمي، فقد يكون العلاج بتناول الأدوية المُعالجة للحالة.

3. العلاج الجراحي

يُمكن التطرق للعلاج الجراحي والذي يتمثل بزراعة الكبد في حالة أصبح الكبد غير قادر على القيام بوظائفه بشكل كامل.

عملية زراعة الكبد عملية منتشرة ونسبة نجاحها مرتفعة جدًا، وهي عادةً لا تحتاج سواء جزء من كبد أحد المتبرعين.

4. علاجات أخرى

يوجد العديد من العلاجات الطبيعية التي يُمكن لها أن تُخفف شدة أعراض أمراض الكبد، ومن أبرز هذه العلاجات:

• إنقاص الوزن للحصول على الجسم المثالي، وهذا يُفيد جدًا في علاج مرض دهون الكبد اللاكحولية.
• الامتناع عن تناول الكحول، وهذا يُفيد في علاج مرض دهون الكبد الكحولي.
• تناول الأطعمة الصحية والابتعاد عن الضارة، وهذا يُفيد الجسم عمومًا والكبد بشكل خاص.

يُمكن الوقاية من أمراض الكبد وبتالي الوقاية من مستوى مرتفع من ناقلات الأمين من خلال اتباع الإرشادات الآتي:

• تجنب شرب الكحول.
• الحفاظ على الوزن الصحي.
• ممارسة الرياضة بما لا يقل عن 30 دقيقة يوميًا.
• شرب المزيد من الماء.
• تناول نظام غذائي متوازن.
• الوقاية من فيروسات الكبد، ويتم ذلك من خلال الآتي:
  • تجنب ممارسة الجنس غير الآمن.
  • تجنب استخدام الحقن المُستخدمة مُسبقًا.
  • عدم استخدام الأدوات الخاصة بالآخرين، وخاصةً الحادة.
  • ارتداء الملابس الواقية أثناء التعامل مع عينات الدم، وهذا الإجراء يجب اتباعه بصرامة من قبل فني المختبر، والممرضين والأطباء.