امراض الحنجرة

تسمى الحنجرة بصندوق الصوت حيث أنها تقع في مقدمة العنق وتحمل الأحبال الصوتية، ومسؤولة عن إنتاج الصوت وعملية البلع، لكن توجد العديد من الحالات التي قد تؤثر على الحنجرة تتراوح من التهاب الحنجرة وعقيدات الحبل الصوتي إلى سرطان الحنجرة.

من الممكن أن تحدث أمراض الحنجرة لعدة أسباب تتسبب في إصابة الحنجرة، وقد يتراوح الضرر من ضعف طفيف في الأحبال الصوتية إلى كسور في هياكل الغضاريف في الحنجرة أو القصبة الهوائية.

وقد تؤدي هذه الكسور في تسرب الهواء إلى الرقبة والصدر مما يؤدي إلى إصابة الجهاز التنفسي بخطر كبير، وبشكل عام تعد أمراض الحنجرة شائعة لدى الكبار أكثر مقارنةً بالأطفال.

أنواع أمراض الحنجرة

أمراض الحنجرة تشمل الآتي:

• سرطان الحنجرة

سرطان الحنجرة يعد سرطان شائع يصيب الرأس والرقبة، وهو أكثر شيوعًا بين الرجال مقارنةً بالنساء ويصيب الأشخاص في عمر 60 عامًا، وقد تؤدي العديد من العوامل لزيادة خطر الإصابة به.

• التهاب الحنجرة

في الغالب يحدث التهاب الحنجرة بسبب عدوى فيروسية في المجاري الهوائية العلوية، أو بسبب الاستخدام المفرط للصوت، أو لأسباب أخرى، وينقسم التهاب الحنجرة إلى: 

• التهاب الحنجرة قصير الأمد، حيث أن الأعراض تستمر لمدة أقل من 3 أسابيع.
• التهاب الحنجرة المزمن وتستمر الأعراض لمدة تزيد عن 3 أسابيع.
• الخناق يصيب الأطفال وهو ناتج عند عدوى فيروسية تؤدي إلى التهاب وتورم الحنجرة.

3. القيلة الحنجرية

من الممكن أن تنفتح القيلة الحنجرية من الداخل مما يؤدي لبحة في الصوت وانسداد مجرى الهواء، أو قد تنتفح من الخارج وتؤدي إلى ظهور كتلة مرئية في الرقبة.

وفي الغالب تصيب هذه الحالة الموسيقيين الذين يعزفون على آلات النفخ.

4. خلل النطق التشنجي

خلل النطق التشجني شد لا إرادي لعضلات الحنجرة التي تتحكم في الحبال الصوتية مما ينتج عنه صوت غير طبيعي، وفي هذه الحالة قد لا يتمكن الأشخاص من الكلام أو قد يبدوا الصوت متوترًا أو مرتجفًا.

ويعد أكثر شيوعًا عند النساء خاصة في عمر 30 - 50 عامًا، ويوجد نوعان منه، وهما:

• خلل النطق التشنجي المقرب: حيث أنه تتقارب تشنج العضلات الحنجرية والأحبال الصوتية من بعضها البعض.
• خلل النطق التشنجي المبعد: تتسبب في فتح الحبال الصوتية بعيدًا جدًا مما يجعل الصوت ضعيفًا.

5. قرحة التلامس في الحبال الصوتية

هي تقرحات خام على الغشاء المخاطي الذي يغطي الغضروف الذي تتصل به الأحبال الصوتية، ويحدث بسبب إساءة استخدام الصوت بالكلام القوي، وقد تتطور قرح التلامس في الأحبال الصوتية إلى أورام حبيبية.

6. شلل الحبل الصوتي

شلل الأحبال الصوتية هو عدم القدرة على تحريك العضلات التي تتحكم في الحبال الصوتية، وقد ينتج بسبب اضطرابات الدماغ، أو السكتات الدماغية، أو تلف الأعصاب.

7. أمراض أخرى

تشمل:

• سلائل الأحبال الصوتية: والتي تكون بسبب إصابة حادة وتحدث عادةً في حبل صوتي واحد.
• الأورام الحميدة: من الممكن الإصابة به بسبب الارتجاع المعدي المريئي، أو الاستنشاق المزمن للمهيجات.
• عقديات الحبال الصوتية: تنتج بسبب سوء استخدام مزمن للصوت وقد تصيب البالغين والأطفال.
• الأورام الحبيبية: مجموعة من الخلايا المناعية ناتجة عن الالتهاب، وهي شائعة بين البالغين.
• الأورام الحليمية: نمو غير سرطاني يحدث بسبب فيروس، وقد يتطور في أي وقت لتؤدي لبحة في الصوت، وانسداد مجرى الهواء.

تعرف على الأعراض بالتفصيل فيما يأتي:

1. أعراض أمراض الحنجرة: العامة

من أبرز أعراض أمراض الحنجرة، ما يأتي:

• بحة في الصوت.
• صعوبة في التحدث.
• ألم في الحنجرة.
• آلام في الرقبة.
• كدمات في الرقبة.
• تورم العنق.
• ضيق التنفس.
• عسر البلع.
• تنفس صرير.
• نفث الدم.
• انتفاخ تحت الجلد.
• تشوه في الهيكل العظمي للحنجرة.

2. أعراض سرطان الحنجرة

مثل:

• فقدان الوزن.
• آلام الحلق.
• ألم الأذن.
• صوت البطاطا الساخنة.
• صعوبة في البلع.
• صعوبة في التنفس.
• وجود كتلة في الرقبة ناتجة عن انتشار السرطان إلى العقد اللمفاوية.

3. أعراض التهاب الحنجرة

كالآتي:

• تغير غير طبيعي في الصوت.
• بحة في الصوت.
• انخفاض في الصوت.
• فقدان الصوت.
• دغدغة في الحلق.
• القشعريرة.
• التوعك.
• صعوبة في البلع.
• التهاب الحلق.

4. أعراض الخناق

مثل:

• سعال يشبه صوت الفقمة.
• حمى خفيفة.
• تنفس صاخب يسوء في الليل.
• صعوبة في التنفس نتيجة التورم.
• تغير لون الفم أو الأصابع للون الأزرق.

5. أعراض شلل الحبل الصوتي

وتشمل:

• عدم القدرة على التحدث.
• عدم القدرة على التنفس.
• صعوبة البلع.
• استنشاق الطعام والسوائل في القصبة الهوائية.

ويجدر التنويه أنه إذا أصيب حبل صوتي واجر بالشلل فقد يكون الصوت أجشًا، بينما لو أصيب كلا الحبلين فقد تقل قوة الصوت.

من أبرز الأسباب المؤدية إلى أمراض الحنجرة:

1. أسباب أمراض الحنجرة

وتشمل الآتي:

• الجروح الخارجية، مثل: حوادث السيارات، والاختناق، والسقوط، والإصابات الرياضية.
• اختراق خارجي، مثل: الطعن، وإطلاق النار.
• إصابة الحلق.
• آفات الحبل الصوتي الحميدة.
• الآفات السرطانية.
• الالتهابات.
• العدوى.
• ظروف المناعة الذاتية.
• الظروف العصبية.
• ظروف مجرى الهواء.
• تشوهات حركة الأحبال الصوتية.

2. الأسباب التي تؤدي لإساءة الصوت

وتشمل الآتي:

• التهاب الحنجرة: حيث أنه يحدث تورم في الأحبال الصوتية.
• عقيدات الحبل الصوتي: تتشكل آفات التهابية صغيرة، حميدة، وتعد العقيدات من بين الآفات الصوتية غير السرطانية الأكثر شيوعًا.
• سلائل الأحبال الصوتية: تحدث هذه الحالة بسبب إصابة ما أو بسبب التهاب وهي ناتجة عن إصابة الأحبال الصوتية بسبب كثرة استخدامها.
• نزيف الأحبال الصوتية: في هذه الحالة يواجه الشخص فقدان مفاجئ للصوت ويحدث هذا بسبب الصراخ أو المهام الصوتية الشاقة لذلك قد يعاني البعض من نزيف نتيجة تمزق أحد الأوعية الدموية الموجودة على سطح الحبل الصوتي.
• اضطرابات الصوت المهنية: يعاني من هذه الحالة الأشخاص الذين يغنون أو يتحدثون بشكل محترف لذلك قد يكونوا معرضين للإصابة بهذه الاضطرابات.
• خلل النطق التشنجي: تعد حالة عصبية نادرة في الحنجرة تتضمن انقباض لا إرادي لعضلات معينة داخل الأحبال الصوتية أو الحنجرة، ينتج عنه صوت متوتر أو مختنق.
• الروم الحليمي الحنجري: عبارة عن عدوى فيروسية مزمنة تنمو فيها أورام حميدة داخل الحنجرة أو الحبال الصوتية، تؤدي لمشكلات في التنفس إذا كان مجرى الهواء مسدودًا.
• شلل الأحبال الصوتية: تحدث هذه الحالة عندما لا يفتح أو يغلق أحد الحبلين الصوتيين في الحنجرة أو كلاهما بشكل صحيح، حيث أنه يؤثر على الكلام ويؤدي لإصدار أصوات.
• اضطرابات حركة الأحبال الصوتية: تحدث هذه الاضطرابات بسبب جراحة الغدة الدرقية، أو جراحة الأوعية الدموية، أو جراحة الصدر، أو جراحة العمود الفقري.
• الارتجاع الحنجري البلعومي: يؤثر الارتجاع الحمضي على الحنجرة ويؤدي لتفاقم المزيد من الأعراض، مثل: السعال، وبحة في الصوت.
• سرطان الحنجرة: يمكن أن تنمو الأورام السرطانية في الحنجرة، ويعد المدخنين أكثر عرضة للإصابة بسرطان الحنجرة.
• تضييق الحنجرة: في هذه الحالة يحدث تضييق في مجرى الهواء في الحبل الصوتي بسبب التندب أو عدم القدرة على الحركة والذي قد يسبب مشكلات في التنفس.
• عسر البلع: يواجه البعض صعوبة في البلع والذي قد يؤدي إلى الإصابة بسوء التغذية، أو التهابات خطيرة، وغالبًا ما تلاحظ هذه الحالة عند الأشخاص المصابين بالسكتات الدماغية، أو الذين تعرضوا لجراحة الرقبة.

3. عوامل الخطر المؤدية لأمراض الحنجرة

توجد العديد من العوامل التي قد تؤثر على الحنجرة، تعرف عليها:

• الإجراءات الجراحية، مثل: جراحة الغدة الدرقية، والقلب، والصدر، والعمود الفقري، والأوعية الدموية.
• سوء استخدام الصوت، أو الإفراط في استخدامه.
• إجهاد الأحبال الصوتية.
• الكلام المفرط.
• تطهير الحلق.
• السعال.
• التدخين.
• الصراخ.
• الغناء.
• التحدث بصوت عالٍ أو بهدوء شديد.

ويجدر التنويه إذا كان الشخص يعاني من بحة الصوت لأكثر من 2 - 4 أسابيع دون تفسير فيجب استشارة الطبيب لتشخيص الحالة.

من أبرز مضاعفات أمراض الحنجرة:

• تضيق مجرى الهواء.
• عدوى الجهاز التنفسي.
• الناسور الرغامي المريئي.

طرق تشخيص أمراض الحنجرة، كالآتي:

1. طرق تشخيص أمراض الحنجرة: العامة

يقوم الطبيب بإجراء بعض التشخيصات للتأكد من أمراض الحنجرة، والتي تشمل الآتي:

• تقييم درجة ضيق التنفس وطبيعة الإصابة التي يعاني منها المريض.
• فحص الرقبة من خلال اللمس خاصة في حالات الرضوض الحادة الناعمة للرقبة، حيث أنه من الممكن أن يشعر الطبيب بوجود أصوات وأحاسيس مزعجة وطقطقة أو فرقعة تحت الجلد تسمى الخرق.
• تنظير الحنجرة للتأكد من الأحبال الصوتية خاصة إذا كان صوت المريض أجشا.
• فحص بالأشعة المقطعية للرقبة والصدر.
• تنظير الحنجرة المجهري، وتنظير القصبات لإصاح مجرى الهواء.

2. طرق تشخيص سرطان الحنجرة

يشمل الآتي:

• التقييم البدني لمعاينة الحنجرة والتأكد من الأعراض التي يعاني منها المريض.
• تنظير الحنجرة لأخذ عينة من الأنسجة وفحصها تحت المجهر.
• الخزعة وغالبًا ما يتم إجراؤها في غرفة العمليات تحت تأثير التخدير العام.
• اختبارات التصوير لتحديد مرحلة السرطان، مثل: الأشعة السينية للصدر، والتصوير المقطعي المحوسب، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.

3. طرق تشخيص القرحة الملامسة للحبال الصوتية

مثل:

• الفحص المباشر بأنبوب الرؤية للحنجرة ويسمة بتنظير الحنجرة.
• أخذ خزعة من خلال أخذ عينة من الأنسجة وفحصها تحت المجهر والتأكد من أن القرحة ليست سرطانية.

4. طرق تشخيص شلل الحبل الصوتي

يقوم الطبيب في البداية بالسؤال عن الأعراض التي يعاني منها المريض، وعما إذا كان يتعرض للمعادن الثقيلة، والتأكد من التاريخ الطبي للشخص، وقد يوصي الطبيب بفحوصات أخرى، مثل:

• التصوير المقطعي المحوسب للرأس والرقبة والصدر.
• التصوير بالرنين المغناطيسي للرأس والرقبة والصدر.
• الأشعة السينية للمريء.

تعتمد خيارات العلاج للحالات التي تؤثر على الحنجرة على تشخيص الطبيب، حيث أنه إذا كانت الحالة ناتجة عن إساءة استخدام الصوت أو سوء الاستخدام فقد يكون العلاج بسيطًا، مثل: إراحة الصوت لفترة قصيرة من الوقت، أو العلاج الصوتي أو الغنائي للمساعدة على التعافي تمامًا.

تابع لتتعرف على المزيد من التفاصيل حول علاج أمراض الحنجرة:

1. علاج سرطان الحنجرة

إذا كان المريض مصاب بسرطان فقد يشمل العلاج: الجراحة، والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي.

2. علاج التهاب الحنجرة

في الغالب يوصي الطبيب بإراحة الصوت واستخدام مثبطات السعال، والإكثار من شرب السوائل، واستنشاق البخار للتخفيف من أعراض التهاب الحنجرة.

ون الممكن أن يصف الطبيب المضاد الحيوي إذا كان الشخص مصاب بعدوى بسبب بكتيريا معينة.

3. علاج القرحة الملامسة للحبال الصوتية

وتشمل الآتي:

• إراحة الصوت لمدة 6 أسابيع على الأقل حتى تلتئم القرحة.
• أخذ الأدوية المضادة للحموضة لعلاج الارتجاع المعدي المريئي.
• عدم تناول الطعام بالقرب من وقت النوم.
• رفع رأس السرير.

4. علاج شلل الحبل الصوتي

يلجأ الطبيب للجراحة إذا كان الشخص مصاب بالشلل في حبل صوتي واحد حيث أنه يقوم بتحريك الحبل الصوتي لوضع أفضل، ومن الممكن أن يتم إدخال فاصل قابل للتعديل بالقرب من الحبل المشلول أو حقن مادة لتقريب الحبال من بعضها وتحسين الصوت.

أما إذا كان كلا الحبلين مصابين بالشلل فقد يبقي الطبيب مجرى الهواء مفتوحًا، حيث أنه في الحالات الشديدة يمكن إجراء فغر للقصبة الهوائية لتوفير مجرى هوائي آمن ثم يتم إصلاح الضرر جراحيًا.

5. علاج الخناق

يصف الطبيب بعض مسكنات الألم، مثل: الباراسيتامول (Paracetamol)، ويوصي باستنشاق البخار، والإكثار من السوائل، أما في الحالات الشديدة فقد يحتاج الطفل لدخول المستشفى وإعطائه الأدرينالين (Adrenaline) للتخلص من صعوبات التنفس.

6. علاجات أخرى

ويجدر التنويه أنه بشكل عام يجب إجراء تدخل جراحي سريعًا في حالة الكسور أو التمزقات الداخلية، حيث أنه يتم بناء حنجري رغامي على مرحلة واحدة دون بضع القصبة الهوائية، ويتم إدخال المريض للإصلاح الجراحي لمدة 5 - 7 أيام.

وسيخضع المريض أيضًا لتنظير الحنجرة المجهري وتنظير القصبات لإعادة تقييم عملية الشفاء قبل نزع الأنبوب.

للوقاية من أمراض الحنجرة، إليك ما يأتي:

• التخلص من عادات نمط الحياة الضارة، مثل: الإقلاع عن التدخين، الحد من استهلاك الكحول.
• عدم إجهاد الصوت أو الاستخدام المفرط لمنع الإصابة بأمراض الحنجرة، مثل: الأورام الحميدة والعقيدات.
• أخذ وقت لإراحة الصوت من التحدث أو الغناء، والالتزام بنمط حياة صحي من خلال ممارسة الرياضة.
• استشارة الطبيب عند ملاحظة بعض الأعراض خاصة إذا ظهرت لأول مرة لتجنب حدوث أي ضرر دائم للحنجرة.
• الإقلاع عن التدخين حيث أنه أحد الأسباب الرئيسية المؤدية للإصابة بأمراض الحنجرة.