إقفار المساريق

Mesenteric ischemia

برعاية sponsered by
محتويات الصفحة

إقفار المساريق هو حالة مرضية تتمثل بتضيق أو انسداد الشرايين التي توصل الدم إلى الأمعاء مُسببًا ذلك فيها التلف الدائم والإنتان.

الشرايين الرئيسة المسؤولة عن إيصال الدم للأمعاء تُسمى الشرايين المساريقية (Mesenteric arteries)، وأي خلل في هذه الشرايين بسبب الجلطات الدموية الحادثة فيها مثلًا سيؤدي إلى إقفار المساريق الذي تختلف حدته من حالة لأخرى.

أنواع إقفار المساريق

يوجد نوعين من إقفار المساريق، وهما:

1. إقفار المساريق الحاد

يحدث هذا النوع عندما تتراكم التجلطات داخل الشرايين المساريقية مؤدية إلى منع تدفق الدم إلى الأمعاء أو تقليله، وهذه الحالة قد تكون عابرة فتختفي بمجرد انزياج التجلطات.

تشخيص هذه الحالة قد يكون متأخرًا وذلك بسبب بطيء ظهور أعراض المرض، وإلى حين أن تظهر هذه الأعراض فإنه غالبًا تكون الأوعية الدموية الثلاثة وصولت لمرحلة الانتان.

2. إقفار المساريق المزمن

هذا النوع يُعدّ الأخطر، فهو يؤدي إلى انخفاض مستمر ودائم في تغذية الأمعاء، وهذا ينتج غالبًا عن تكون جلطات دموية متفككة، وهذا التفكك ينتج عنه تكتلات صغيرة تترسب في الشرايين مُسببة انسداد كبير فيها.، وغالبًا هذا المرض هو نتيجة التعرض لإقفار المساريق الحاد دون علاج.

أعراض إقفار المساريق

نظرًا لأن إجمالي تدفق الدم إلى الأمعاء يمكن أن يختلف من 25% عند الصيام إلى 35% بعد الأكل، فإن الأعراض تكون أكثر انتشارًا بعد الأكل لكلا نوعين الإقفار المساريقي، وسيتم في الآتي تفصيل أعراض كل نوع من أنواع الإقفار المساريقي على حد:

1. أعراض الإقفار المساريقي الحاد

تتضمن أعراض هذا النوع الآتي:

  • حاجة ملحة في التبرز بالرغم من عدم وجود البراز.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • ألم في البطن حاد ومُفاجئ.
  • الغثيان والتقيؤ.

2. أعراض الإقفار المساريقي المزمن

تمثلت أعراض هذا المرض بكل مما يأتي:

  • الألم

يبدأ ألم البطن بشكل تدريجي من 15 إلى 30 دقيقة بعد تناول الطعام ويستمر عادةً لمدة 30 دقيقة، ومع تقدم عملية الانسداد في هذا النوع، يترتب على ذلك ألم مزمن في البطن يمتد طوال اليوم، ومن شدة الألم قد يُعاني المُصاب من خوف من تناول الطعام لتجنب ذلك الألم.

  • أعراض أخرى

تمثلت الأعراض الأخرى للإقفار المساريقي المزمن في الآتي:

  1. الغثيان.
  2. القيء.
  3. الإسهال

أسباب وعوامل خطر إقفار المساريق

فلنتعرف على أسباب الإصابة بإقفار المساريق إضافةً لمعرفة عوامل الخطر التي تزيد من الإصابة به:

1. أسباب إقفار المساريق

تمثلت أسباب إقفار المساريق في الآتي:

  • الجلطات الدموية

إقفار المساريق الحاد غالبًا ينتج عن تجلطات في أحد الشرايين الرئيسة، ويتحول المرض إلى إقفار المساريق المزمن في حال تجمع تلك الجلطات في أحد الشرايين المساريقية بشكل كبير مؤدية إلى انسداد كامل فيها.

  • أسباب أخرى

يوجد بعض الأسباب الأخرى التي يعتقد الخبراء أنها تُسبب إقفار المساريق بأحد نوعيه وهي:

  • تسلخ الشرايين المساريقية.
  • التهاب الأوعية الدموية.
  • خلل التنسج العضلي الليفي.
  • التعرض للإشعاع.
  • تعاطي الكوكايين.

2. عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بإقفار المساريق

تمثلت هذه العوامل في الآتي:

  • العمر: إذ وُجد أن الأشخاص الذين أعمارهم تزيد عن 60 عامًا هم أكثر عرضة للمرض.
  • الجنس: حيث وُجد أن النساء عرضة أكثر بثلاث مرات من الرجال لإقفار المساريق.
  • المعاناة من بعض الأمراض: والتي من أبرزها الآتي:
    • ارتفاع ضغط دم أو انخفاضه.
    • أمراض القلب، بما في ذلك أمراض الشرايين التاجية، وفشل القلب، وأمراض صمام القلب، والرجفان الأذيني
    • ارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.
    • التهاب البنكرياس.
    • التهاب الرتج.
    • أمراض الروماتيزم.
    • الفشل الكلوي.

مضاعفات إقفار المساريق

مضاعفات إقفار المساريق وخاصةً النوع المزمن منها جدًا عديدة وخطيرة، وتمثلت هذه المضاعفات في الآتي:

1. فقدان الوزن

يُعدّ فقدان الوزن أمر شائع نتيجة قلة تناول الطعام لتجنب الألم الحادث في البطن بعده، وهذا المُضاعف يُعدّ الأبسط مقارنةً بالمضاعفات التالية.

2. تلف العديد من أعضاء الجسم

إن حدوث انسداد في الشرايين المساريقة لوقت طويل ينتج عنه تعفن في الجزء الذي لا يصل له الدم، وهذا يؤدي إلى انتقال التعفن لمجرى الدم الذي ينتقل إلى كافة أعضاء الجسم مُسببًا التهابات فيها، فقد يحدث:

3. موت الأمعاء

موت الأمعاء نتيجة عدم التروية بالدم أمر مؤكد الحدوث إن لم يتم اكتشاف الحالة مُبكرًا وعلاجها، وهذا المُضاعف والمُضاعف السابق ينتج منهما الموت في كثير من الأحيان.

تشخيص إقفار المساريق

تتمثل طرق تشخيص إقفار المساريق في ما يأتي:

1. التشخيص البدني

يقوم الطبيب بالفحص السريري للمريض، ويسأله عما يُعانيه من أعراض، وفي حال كان الطبيب مُتمكن فإنه سيورد أمر إقفار المساريق ضمن التخمينات التي يخمنها، لذا يوصي بالمزيد من التشخيصات التصويرية، والتي ستُسرد في الآتي.

2. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

التصوير بالرنين المغناطيسي كفيل بإثبات التشخيص أو نفيه، حيث أن هذا التصوير يُعطي صورة ثلاثية الأبعاد عن حالة الشرايين المساريقية، كما أنه يُعطي صورة لما وصلت له الأمعاء من التهاب أو انتان أو موت.

3. تصوير الأوعية بالقسطرة

تصوير الأوعية بالقسطرة هو التشخيص الأبرز لأمراض الأوعية الدموية المساريقية لسنوات عديدة، ويتم هذا التصوير بإدخال أنابيب مُحملة بكاميرا إلى الشرايين المساريقية، ومن خلال شاشة خارجية موصولة بالأنابيب يتمكن الطبيب من رؤية ما تُعانيه هذه الشرايين من انسداد.

4. الموجات فوق الصوتية دوبلر (Doppler ultrasound)

يُستخدم هذا الاختبار الموجات الصوتية لإنشاء صور للأوعية الدموية لمعرفة ما إذا كان الدم يتدفق من خلالها أم لا.

علاج إقفار المساريق

تتمثل طرق علاج إقفار المساريق في ما يأتي:

1. العلاج الجراحي

العلاج الجراحي هو العلاج الرئيس لحالة الإقفار المساريقي بكلا نوعيه، وهذا الإجراء يتضمن عدة عمليات خلاله تمثلت بالآتي:

  • القسطرة: هو إجراء يتم خلاله إدخال أنابيب مُحملة ببالون طبي لنفخ الشرايين المساريقية المسدودة بهدف توسعتها.
  • عملية شق البطن: هذا الإجراء يهدف إلى استئصال الأجزاء المتعفنة من الأمعاء إن وُجدت، كما أنه يتم خلاله وضع دعامة في المنطقة المُصابة لمنع تكرار انسداد الشرايين.
  • جراحة تحويل المجرى: في هذه العملية يُستخدم الجراح وريدًا صغيرًا أو وعاءً دمويًا صناعيًا للالتفاف حول الشريان المسدود وتحويل مسارها.

2. العلاج النهائي

بعد الجراحية يتطرق الطبيب لوصف مجموعة من الأدوية كإجراء نهائي يضمن عودة المريض لصحته، وأبرز هذه العلاجات الآتي:

  • مسكنات الألم.
  • المضادات الحيوية.
  • مضادات الغثيان.
  • الأدوية المعالجة للإسهال.

كما يوصي الطبيب بتناول الطعام بكميات قليلة وخاصةً بعد إجراء العملية بعدة أسابيع، وبعد ذلك يُمكن زيادة الكميات.

الوقاية من إقفار المساريق

لا يوجد أي طريقة للوقاية من إقفار المساريق بشكل كامل، لكن يُمكن القول أن الإرشادات الآتية تُساهم في تقليل احتمالية الإصابة:

  • الخضوع لفحص الروتيني للجسم، فهذا قد يُساهم في اكتشاف الحالة مُبكرًا مما يقلل من مضاعفاتها.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • الابتعاد عن تعاطي المخدرات، وفي حال كان الأمر حادث، فيجب تلقي العلاج اللازم للإدمان.
  • ممارسة التمارين الرياضية بمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميًا.
  • شرب الماء بما لا يقل عن 8 أكواب يوميًا.
  • متابعة الأمراض المزمنة بدقة وتناول العلاجات الموصفة كما طلب الطبيب، ومن أبرز هذه الأمراض: السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول.
  • الإسراع في الذهاب للطبيب في حال الشعور بألم يتبع تناول الطعام في كل مرة.