التعرق الليلي

Night sweats

محتويات الصفحة

التعرق الليلي هو التعرق الذي يحدث أثناء النوم، ويُلاحظه الشخص بعد استيقاظه من النوم، والعرق هو مادة تُفرز من الغدد العرقية الموجودة في طبقة الأدمة (Dermis) في الجلد نتيجة تغييرات في درجة حرارة الجسم، أو نتيجة حالة انفعال، أو نتيجة لتناول غذاء معين، أو بسبب حالة صحية ما.

يتكون العرق من ماء ممزوج بالأملاح مثل الصوديوم والقليل من البوتاسيوم، ويحتوي أيضًا على القليل من المواد الأخرى، مثل: الألبومين واليوريا.

التعرق الليلي ذو أهمية كبيرة في عالم الطب، وذلك لأن له العديد من المُسببات المرضية، لذا يجب إجراء استيضاح أولي من أجل استبعاد الإصابة بأحد تلك الأمراض.

أعراض التعرق الليلي

العرض الرئيس في التعرق الليلي هو كما اسمه تعرق مستمر ومتكرر في الليل، لكن في حال كان هذا التعرق ناتج عن حالة مرضية وليس عن ارتفاع درجة حرارة الغرفة فإن الأعراض الآتية ستظهر أيضًا:

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • فقدان الوزن دون مبرر.
  • ألم موضعي في أحد أجزاء االجسم.
  • السعال.
  • زيادة ضربات القلب.
  • احمرار الجلد، وخاصةً جلد الأذنين والخدين.
  • القشعريرة.
  • اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل: الإسهال أو الإمساك، إضافةً لآلام في البطن.

أسباب وعوامل خطر التعرق الليلي

تتمثل أسباب التعرق الليلي في ما يأتي:

1. الإصابة ببعض الأمراض

يُمكن لبعض الأمراض أن تُسبب التعرق اللي ومن أبرزها الآتي:

  • الأمراض المعدية (Infectious diseases)

من أبرز الأمراض المعدية التي قد تؤدي إلى التعرق الليلي ما يأتي:

  1. السل (Tuberculosis).
  2. داء البروسيلات (Brucellosis).
  3. التهاب الشغاف (Infecious endocarditis).
  4. مرض الإيدز (AIDS).
  • الأورام الخبيثة

يمكن لمجموعة الأورام الخبيثة أن تضم أمراضًا يكون التعرق الليلي أحد أعراضها، والأكثر شيوعًا من بين هذه الأمراض هي:

  1. لمفومة هودجكن (Hodgkin's lymphoma).
  2. سرطان الرئة.
  3. سرطان الأمعاء.
  4. سرطان الدم.
  5. الورم المتوسطة (Mesothelioma).
  • التسمم الدرقي (Thyrotoxicosis)

التسمم الدرقي هو مرض قد ينتج من فرط الدرقية (Hyperthyroidism) أو نتيجة لعدوى أو التهاب في الغدة الدرقية (Thyroid)، ويمكنه أن ينعكس في التعرق الليلي.

  • أمراض أخرى

تمثلت هذه الأمراض في ما يأتي:

  1. اضطرابات المناعة الذاتية.
  2. انقطاع النفس الانسدادي النومي.
  3. الخراج القيحي.
  4. تكهف النخاع.

2. تناول بعض أنواع الأدوية

يُمكن أن يكون التعرق الليلي كعرض جانبي لتناول أحد الأدوية الآتية:

  • الأدوية المضادة للاكتئاب.
  • أدوية علاج مرض السكري.
  • أدوية علاج الضغط.
  • حبوب منع الحمل.
  • الهرمونات البديلة.

3. أسباب التعرق الليلي الأخرى

أسباب التعرق الليلي الأخرى تمثلت في ما يأتي:

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم بسبب البيئة الخارجية، ويحدث ذلك نتيجة الآتي:
    • ارتداء الكثير من الملابس.
    • تغطية الجسم ببطانيات ثقيلة جدًا.
    • ارتفاع درجة حرارة الغرفة نتيجة الجو الصيفي أو نتيجة رفع درجة التدفئة.
  • الكوابيس، إذ أنها تؤدي إلى توتر الشخص وتعرقه بالرغم من أنه نائم.
  • تعاطي المخدرات، إذ وُجد أن هذه الحالة تكثر عند المدمنين.
  • التقدم في العمر وخاصةً النساء، إذ وُجد أن النساء اللاتي تراوحت أعمارهن أكثر من 50 عانين من التعرق الليلي، وهو كان كأحد أعراض انقطاع الدورة الشهرية والوصول إلى سن اليأس.
  • تناول بعض الأطعمة، حيث أن الأطعمة الحارة وكذلك الأطعمة والمشروبات الغنية بالكافيين كفيلة بالتسبب بتعرق الجسم في كل وقت.

مضاعفات التعرق الليلي

إذا كان التعرق الليلي ناتج عن أمراض فإن وجود مضاعفات صحية أمر مُؤكد في حال عدم تلقي العلاج، وتكون المضاعفات ناتجة عن الأمراض وليس من التعرق الليلي، فمثلًا:

  • مضاعفات الأمراض التهابية عادةً تكون شديدة على الجسم، إذ قد ينتقل الالتهاب إلى أجزاء مهمة مثل: القلب، والدماغ ، والكبد، والكلى مُسببًا اختلالات كبيرة في الجسم.
  • مضاعفات السرطان تكمن في آلام جدًا شديدة، وأحيانًا انتشار السرطان لكافة أنحاء.
  • مضاعفات المخدرات تكمن في فقدان الخلايا العصبية وبتالي الجنون، أو الوفاة.

تجدر الإشارة أنه في حال كان سبب التعرق الليلي عابر فلا يوجد له أي مضاعفات على الجسم، بل ربما يكون مفيد للبشرة والجسم عمومًا.

تشخيص التعرق الليلي

في حال تكرار التعرق الليلي دون وجود سبب معروف من الحالة، فإن التشخيص يُصبح أمر ضروري، ويكون التشخيص بالطرق الآتية:

1. الفحص البدني

يقوم الطبيب بفحص الجسم سريريًا، ويتأكد من سلامة بعض الأعضاء قدر المُستطاع، لكن غالبًا لا يكتشف الطبيب من هذا الفحص أي مرض، لذا يُوصي بإجراء العديد من الفحوصات المخبرية.

2. فحوصات الدم

يتم إجراء فحص دم شامل، ومن خلاله يتبين إن كان الجسم يُعاني من التهابات، فعادةً ارتفاع تعداد كريات الدم البيضاء دليل على وجود التهاب في الجسم.

3. الفحص بالتصوير

قد يطلب الطبيب من المريض الخضوع لأحد أنوع الفحوصات التصويرية الآتية لتشخيص الحالة:

4. فحوصات أخرى

في حال عدم معرفة السبب وراء التعرق الليلي من الفحصوصات السابقة، فإن الأمر سيحتاج إلى فحوصات جدًا عديدة، شملت الآتي:

  • تخطيط صدى القلب.
  • فحوصات لخزعات العقد الليمفاوية والكبد ونخاع العظام والعقدة البربخية والشريان الصدغي.
  • فحص البروتين التفاعلي (CRP).
  • فحص معدل ترسيب كرات الدم الحمراء (ESR).
  • فحص نازعة هيدروجين اللاكتات (LDH).
  • فحص فوسفوكيناز الكرياتينين (ANA).
  • اختبار مقايسة إطلاق (Interferon-gamma)
  • الفحص بالمنظار للجهاز الهضمي العلوي والسفلي.
  • فحص الأجسام المضادة للنواة (ANA).
  • فحص عامل الروماتويد (RA).
  • فحص الأجسام المضادة (IgM) للفيروس المضخم للخلايا.
  • فحوصات الكشف عن الفيروسات في الدم.
  • اختبار الأجسام المضادة غير المتجانسة.
  • اختبار التوبركولين الجلدي.
  • فحص زراعة الدم.
  • اختبار فيروس نقص المناعة البشرية.

علاج التعرق الليلي

علاج التعرق الليلي يعتمد على المُسبب، لذا سيتم في ما يأتي توضيح أبرز علاجات بعض الأمراض المُسببة للتعرق الليلي، وبتالي التخلص منه:

1. علاج الأمراض الالتهابية

يتم عادةً علاج هذه الأمراض بالمضادات البكتيرية أو الفيروسية وفق المُسبب الرئيس لها، وهي أمراض غالبًا تُشفى بسرعة.

2. علاج التعرق الليلي المرتبط بانقطاع الطمث

علاج هذه الحالة يتم بوصف العلاج الهرموني للمرأة، وهو عادةً يكون حبوب الإستروجين أو حبوب الإستروجين والبروجيسترون معًا.

3. علاج التعرق الليلي الناتج عن فرط نشاط الغدة الدرقة

العلاج يكون بوصف دواء يحد من نشاط الغدة الدرقية، وهذا الدواء يُستخدم طوال الحياة.

4. علاج التعرق الليلي الناتج من السرطان

علاج أمراض السرطان يكون عادة بأحد الطرق الآتية:

في حال التخلص من السرطان سيُلاحظ المُصاب أن التعرق الليلي اختفى.

كما يُمكن علاج التعرق الليلي بتوقف عن تناول بعض الأدوية أو استبدالها بأنواع ليس لها أعراض جانبية تختص بالتعرق.

الوقاية من التعرق الليلي

في حال كان التعرق الليلي ناتج من أسباب عابرة وليست مرضية فإن الوقاية منه أمر مُمكن، إذ بتطبيق الإرشادات الآتية يُمكن الحد من التعرق الليلي:

  • تنظيم درجة حرارة الغرفة بما يُناسب مع الجسم، وذلك بتشغيل المكيف الهوائي أو المروحة، كما يجب فتح النوافذ في الصيف.
  • ارتداء ملابس النوم القطنية، فهي تمتص العرق وبتالي تحمي المُصاب من الانزعاج العام الذي يُصيبه ليلًا نتيجة العرق.
  • تقليل عدد البطانيات التي توضع على الجسم، والاكتفاء بعدد يُحافظ على درجة حرارة الجسم ضمن الطبيعي.
  • شرب الماء البارد طوال الليل، ووضع أكياس الماء البارد بالقرب من الجسم.
  • الابتعاد عن تناول الأطعمة التي تُسبب التعرق، ومنها التوابل الحارة، والأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • الابتعاد عن التوتر والقلق، وقد يتم التساؤل ما هو الرباط بينهما وبين التعرق الليلي؟ الإجابة هي أن التوتر نهارًا ينعكس على الجسم أثناء الليل ويجعله يُعاني من كوابيس تؤدي إلى التعرق.
  • ممارسة التمارين الرياضية يوميًا لمدة 30 دقيقة على الأقل، فهي تنظم وظائف كثير من أعضاء الجسم وتحد من التعرق الليلي.