أم الدم فطرية الشكل
Mycotic aneurysm
أم الدم فطرية الشكل أو ما تُعرف أيضًا باسم أم الدم العدوائية (Infected aneurysm) هي توسع في أحد الشرايين نتيجة لحصول تلوث جرثومي بكتيري أو فيروسي أو فطري، لكن يبقى المُسبب البكتيري للمرض هو الأبرز.
اسم المرض قد يوحي أن المرض ناتج من الفطريات فقط، لكن هذا ليس صحيح وتم توضيح ان المُسببات الجرثومية له عديدة، وقد تم إعطاء هذا الاسم للمرض لأن الأوعية أثناء إصابتها بالمرض تُصبح تُشبه مظهر الفطريات اللحمية.
من الممكن أن تكون آلية تشكل مرض أم الدم فطرية الشكل هي اختراق الجراثيم جدار الوعاء الدموي من الداخل، أو عن طريق دخولها من الصمامات التي تصل إلى الأوعية الدموية لتغذية الشرايين، مما يؤدي لتفتت جدار الوعاء الدموي الأساسي.
تحدث الإصابة بأم الدم فطرية الشكل في الشرايين الرئيسة مثل: الأبهر، حيث يُشير التهاب الأبهر المعدي إلى عدوى الأوعية الدموية دون تمدد في البداية، لكن بعد فترة زمنية مُحددة يتم تمدد الأوعية وخاصةً في حالة وجود العدوى الجهازية مثل تجرثم الدم.
عادةً تكون الأوعية المصابة بالتمدد من حيث الانتشار بين الأشخاص على النحو الآتي:
- الشرايين الفخذية.
- الشريان الأورطي.
- الشرايين الحشوية داخل القحف، مثل: الشرايين المساريقية العلوية والطحال.
مسببات مرض أم الدم فطرية الشكل الأكثر انتشارًا هي أنواع البكتيريا الآتية:
- العنقوديات (Aureus) بنسبة 28%.
- السالمونيلا (Salmonella) بنسبة 15%.
- الزائفة الزنجارية (Pseudomonas aeruginosa) بنسبة 10%.
باقي النسب المئوية توزعت بين العديد من الجراثيم البكتيريا الأخرى وكذلك الفطرية والفيروسية.
أعراض أم الدم فطرية الشكل
ظهور الأعراض يعتمد على شدة المرض وموقعه وتأثيره على الجسم، لذا في ما يأتي سنذكر الأعراض العامة متبوعة بالأعراض الأكثر خصوصية والتي تُساعد في تشخيص المرض:
1. الاعراض العامة
تمثلت أعراض مرض أم الدم فطرية الشكل في ما يأتي:
- الحمى.
- ألم موضعي.
- آلام الظهر.
- الصداع.
2. الأعراض الأكثر خصوصية
الأعراض السابقة قد لا يتم معرفة أسبابها وغالبًا يتم التشخيص الخاطئ لها، لكن في حال ظهور الأعراض الآتية فإن الأمر سيُسهل التشخيص:
- نزيف من المنطقة المصابة.
- ظهور كتل في الجسم تمتاز بأنها نابضة.
- تمزق في المنطقة المُصابة.
- عسر البلع وبحة الصوت ونفث الدم من الفم.
- ألم في الخاصرة.
أسباب وعوامل خطر أم الدم فطرية الشكل
فلنتعرف في ما يأتي على أسباب مرض أم الدم فطرية الشكل إضافة لمعرفة عوامل الخطر:
1. أسباب الإصابة بمرض أم الدم فطرية الشكل
السبب الرئيس لمرض هو اختراق الجراثيم الأوعية الدموية، والأسباب التي تحفز ذلك تمثلت في الآتي:
-
تجرثم الدم
تجرثم الدم يهيئ عدوى بطانة الأوعية الدموية، وهذا الأمر شائع عند كبار السن بسبب معناتهم أكثر من غيرهم من تصلب الشرايين أو تمدد الشرايين.
-
الإصابة الموضعية
تحدث الإصابة الموضعية بدخول الجراثيم وخاصةً البكتيريا إلى الأوعية الدموية، وغالبًا يتم ذلك من خلال تعاطي حقن المخدرات أو الصدمة أو أخذ الحقن العلاجية التي للأسف قد تكون ملوثة بالبكتيريا مُسببة بذلك المرض.
هذا السبب يكثر تأثيره المرضي على كل من شرايين الأطراف، والتي أبرزها الآتي:
- الشرايين الفخدية.
- الشرايين الحرقفية.
- الشرايين تحت الترقوة.
- الشرايين السباتية.
-
التهاب الشغاف المعدي
يرتبط التهاب الشغاف المعدي بالصمات في الأوعية الدموية وهذا غالبًا يؤدي إلى التهاب جدار الأوعية الدموية الذي يليه مرض أم الدم فطرية الشكل.
وُجد أن نسبة 2% - 10% من تمدد الأوعية الدموية الفطرية داخل الجمجمة ناتج من التهاب الشغاف المعدي.
الشريان الأورطي هو أكثر المناطق المعرضة للإصابة بمرض أم الدم فطرية الشكل نتيجة تجرثم الدم، وذلك لأنه أكثر الشرايين المعرضة لتصلب الشرايين وتمدد الأوعية الدموية فيها.
2. عوامل تزيد من الإصابة بمرض أم الدم فطرية الشكل
يوجد عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بمرض أم الدم فطرية الشكل وهي:
-
ضعف المناعة
في حال كان الشخص يُعاني من ضعف المناعة بسبب إصابته بمرض الإيدز أو بسبب تلقيه علاج لمرض السرطان أو بسبب تناوله أدوية تُثبط المناعة لهدف طبي ما فإن احتمالية تعرضه للمرض تزداد.
-
الجنس
وُجد أن الرجال أكثر عرض لمرض أم الدم فطرية الشكل من النساء، ويعود السبب في ذلك إلى انتشار تصلب الشرايين بين الرجال بشكلٍ كبير.
-
عوامل أخرى
وُجد أن الإصابة تزداد بأم الدم فطرية الشكل عند الفئات الآتية:
- مرضى السكري.
- المدخنين.
- الأشخاص فوق عمر 65 عامًا.
مضاعفات أم الدم فطرية الشكل
تتمثل أبرز مضاعفات مرض أم الدم فطرية الشكل في ما يأتي:
- السكتة الدماغية: هذا غالبًا يحدث في حال تمدد الأوعية الدموية الدماغية.
- نقص التروية للأعضاء: يُقصد بهذا المصلح عدم وصول الدم بما يكفي لبعض الأعضاء نتيجة تخثره من البكتيريا التي يُعاني منها، مما يؤدي إلى انتان الأعضاء.
- ارتفاع معدل فشل القلب: الأوعية الدموية مرتبطة جدًا بالقلب، فأي مرض فيها دون أي شك سيجعل القلب يتعرض للفشل الذي يتبعه العديد من أمراض القلب.
- الوفاة: الوفاة أمر جدًا محتمل عند الإصابة بتمدد الأوعية الدموية، وخاصةً إن لم يتم التشخيص والعلاج بسرعة.
تشخيص أم الدم فطرية الشكل
لا يوجد طريقة تشخيصية أساسية لمرض أم الدم فطرية الشكل، ويتم التشخيص كما الآتي:
1. الفحص البدني
يتم الفحص البدني من قبل الطبيب، فيقيس درجة حرارة الجسم ويتأكد من صحة بعض الأعضاء التي تُعاني من الكتل النابضة والمتحركة.
2. التصوير بالأشعة
غالبًا يوصي الطبيب بالفحوصات الإشعاعية وخاصة التصوير المقطعي المحوسب، ويجب استخدام صبغة التباين أثناء إجرائه، وهذا الأمر يُسهل جدًا تشخيص الحالة ويُوضح التمدد في الأوعية الدموية إن وُجد.
في حال عدم الاكتفاء بنتائج التصوير المقطعي المحوسب فإن الطبيب يُوصي بالتصوير بالرنين المغناطيسي كونه يُعطي صورة ثلاثية الأبعاد.
3. فحوصات أخرى
قد يتطرق الطبيب إلى الفحوصات الأخرى لمعرفة مدى التهاب الجسم الناتج من الجرثومة البكتيرية أو الفيروسية أو الفطرية، وذلك بهدف علاجها على الفور، ومن أبرز هذه الفحوصات:
- فحص تعداد كريات الدم البيضاء في الجسم، حيث أن ارتفاعها يعني وجود التهاب في الجسم.
- زراعة عينة دم على عدة أنواع من الأوساط الغذائية (الأغار) لتحديد نوع البكتيريا المُسببة للمرض.
علاج أم الدم فطرية الشكل
علاج مرض أم الدم فطرية الشكل يتم من خلال الآتي:
1. المضادات الحيوية
العلاج بالمضادات الحيوية هو العلاج الأول الذي يتطرق له الطبيب، وغالبًا تكون هذه المضادات هي مزيج من فانكومايسين (Vancomycin) مع عامل له نشاط ضد الكائنات سالبة الغرام، وذلك لتغطية السالمونيلا والعنقوديات والتخلص منها إن كانت هي المُسبب في المرض.
هذا يعني أن العلاج تجريبي فقد تكون العدوى ناتجة من أنواع بكتيريا أخرى، لذلك يبقى الطبيب يُتابع مدى شفاء الجسم من الحالة أثناء العلاج، وفي حال عدم التحسن فإن الطبيب سيُغير العلاج.
العلاج بالمضادات الحيوية يُعدّ طويل نسبيًا فهو يحتاج من 6 أسابيع - 8 أسابيع تقريبًا لتخلص من المُسبب.
2. الجراحة
قد يتم التطرق للجراحة بهدف تقليص التمدد الحاصل في الأوعية الدموية، لكن نتائج العملية قد يكون جدًا خطير، فالدراسات تُشير إلى ارتفاع معدلات الوفاة المبكرة خلال الجراحة.
2. العلاجات الأخرى
في حال أدى مرض أم الدم فطرية الشكل إلى أعراض ومضاعفات فإن العلاج سيشمل طرق التخلص منها، وذلك يتم من خلال وصف الآتي:
- مسكنات الألم لتخلص من الآلام والصداع الناتجة عن المرض.
- أدوية علاج القلب لعلاج بعض الأمراض الناتجة عن فشل القلب.
الوقاية من أم الدم فطرية الشكل
لا يُمكن تحديد طرق وقائية للحد من الإصابة بالمرض بشكل أساسي، لكن يوجد بعض الطرق الوقائية العامة، وهي:
- الابتعاد عن استخدام الإبر التي يدور حولها الشك من حيث تلوثها.
- إجراء فحوصات دورية للجسم، وخاصةً للدم.
- الذهاب للطبيب فور ملاحظة أعراض غريبة في الجسم.